آراء ومقالات

عبير نبيل محمد تكتب : محمد البدوي أبو قرون… واليٌ جعل من نهر النيل وطنًا ثانيًا من أجل أبنائنا

محمد البدوي أبو قرون… واليٌ جعل من نهر النيل وطنًا ثانيًا من أجل أبنائنا

بقلم : عبير نبيل محمد
“في زمنٍ صار فيه الوطن خيمة ممزقة… كان لا بدّ من منارةٍ تُضيء لأبنائه الطريق.”
امتحانات الشهادة السودانية
المؤجّلة للعام ٢٠٢٤م، تحت شعار:
“**التعليم لا ينتظر**

للسنة الثانية على التوالي، وفي خضمِّ حربٍ لا تزال تلتهم أجزاءً واسعة من البلاد،
يؤكد والي ولاية نهر النيل محمد البدوي أبو قرون أن القيادة ليست منصبًا، بل مسؤولية تُمارَس في أرض الواقع.
في وقتٍ تتساقط فيه الخرائط، وتُهَجّر العائلات من دارفور إلى كردفان، ومن الخرطوم إلى أطراف البلاد،
تفتح نهر النيل أبوابها لكل أبناء السودان… لا فرق بين قادمٍ من الفاشر، أو نازحٍ من النيل الأبيض، او نازح من الخرطوم
الكل يجد مأوى وسكنًا وتعليمًا، وكأن نهر النيل قد لبست عباءة الوطن الكبير.
رغم الانهيار الاقتصادي، وانقطاع المرتبات، و حكومة تتشكل ،والأمل معلق على أمل الأحلام
أُجريت امتحانات الشهادة السودانية في ولاية نهر النيل دون تأخير أو تهاون،
وكان خلف هذا الإنجاز منظومة متكاملة، تتقدّمها القيادة السياسية والأمنية بالولاية.
🔹 تم افتتاح 177 مركزًا للامتحانات، موزعة على كل محليات الولاية
🔹 استقبلت هذه المراكز طلابًا من مختلف مناطق الحرب
🔹 خُصصت 4 مراكز خاصة لطلاب دارفور،
🔹 ووفرت لهم السكن والإعاشة والرعاية النفسية… دون أن يُسأل أحدهم عن عمق الجراح او : “من أين أتيت؟”
** “عند قرع الجرس… لا تُسمع أصوات البنادق بل تنطلق أقلام الأمل.”
الشرطة… عنوان الشراكة الحقيقية بين الأمن والإنسانية
كانت رئاسة محلية شرطة ولاية نهر النيل، وعلى رأسها قيادات مؤمنة بالرسالة،
العمود الفقري لحماية العملية الامتحانية، ولكنها لم تكتفِ بالحراسة.
بل نزل رجال الشرطة إلى قلب المشهد:
– نقلوا الطلاب بسياراتهم
– وزعوا المياه والطعام على الطلاب في قاعات الامتحانات
– حضروا قبل الجرس… وغادروا بعد خروج آخر طالب
وفي مقدمتهم:
🔹 شرطة المحليات (خاصة شرطة محلية الدامر)
🔹 شرطة المرور التي سهّلت الحركة
🔹 قوات الاحتياطي المركزي
🔹 الدفاع المدني
🔹 الشرطة المجتمعية
🔹 شرطة العمليات
🔹 الإدارة العامة للشرطة الأمنية
🔹 إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الولاية
🔹 الشرطةِ النسائيةِ اللاتي كُنَّ عنوانًا للرحمةِ والحزمِ في آنٍ معًا
🔹 اللجان الأمنية بالمحليات
🔹 المعلمين المشاركين بالمراقبة والتصحيح
🔹 أجهزة الرصد والمتابعة داخل غرفة العمليات الموحدة
** هذه ليست مجرد قوات نظامية… بل قلب الوطن حين يدق من أجل أبنائه.
قرار استقبال طلاب الحرب لم يكن واجبًا إداريًا، بل موقفًا إنسانيًا ووطنيًا،
ترجمه السيد الوالي بدعمٍ مباشرٍ لـ:
– استضافة طلاب دارفور وأسرهم في سكنات مناسبة
– توفير الإعاشة الكاملة داخل الولاية
– التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتسجيل المتأخرين
– تقديم الدعم النفسي عبر فرق إرشاد
– ومخاطبة المجتمع المحلي لاستيعاب القادمين كأبناء لا كضيوف.
هذا هو الوطن حين يتحدث بفعلٍ لا ببيان.
في الختام…
لا يمكن لأي كلمات أن تختصر حجم الجُهد…
لكن يبقى أن نُسجّل للتاريخ أن:
في نهر النيل، قائد اسمه محمد البدوي أبو قرون،
رأى في كل طالبٍ نازح… ابنه.
وفي كل معلّمٍ صابر… شريكه.
وفي كل جنديٍّ يسهر… سندًا له.
وأن هناك شرطةً سودانية بلا أضواء إعلامية،
حمَت الشهادة، وسندت الأسر،
وكانت أشرف من أن تُنسى.
حين يُصبح الكتاب سلاحًا، والكرسي ساحة نِزال، وتمسي الأقلام خنادق أمل، لا بدّ أن تُرفع قبعات الاحترام لأولئك الذين حموا الحرف يوم غابت شمس الحرية وثبّتوا الأسئلة في مهبّ رياح الوجع.
التحية لرئاسة محلية شرطة ولاية نهر النيل ، التي لم تقف عند حدود الواجب، بل صنعت معنى الإنسانية،
🖋️ توقيع لا يُنسى:
أنا الرسالة حين يضيع البريد،
أنا التي كتبتُ للأمن بمداد من الامتنان،
أنا التي عشتُ التفاصيل لا نقلًا بل وجعًا،
أنا التي لا أنسى مَن كان في ظهر الوطن يوم انشغل الجميع عنه.
امرأة من حبر النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى