آراء ومقالات

عبير نبيل محمد تكتب ..:حَرَكَةُ الْعَدْلِ وَالْمُسَاوَاةِ السُّودَانِيَّةِ لَيْسَتْ كِيَانًا سِيَاسِيًّا فَقَطْ، بَلْ هِيَ الجُزْءُ النَّابِضُ مِنْ شَرَفِ هَذَا الشَّعْبِ، وَالذِّرَاعُ الَّتِي لَمْ تَضْعُفْ حِينَ سَقَطَتْ أَذْرُعٌ كَثِيرَةٌ.

جَبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ… حِينَ تُصْبِحُ الْوَطَنِيَّةُ تُهْمَةً

لِمَاذَا؟

✍️ بِقَلَمِ: عَبِيرُ نَبِيلِ مُحَمَّد

“وَفِي زَمَنٍ اخْتَلَطَ فِيهِ صَوْتُ الْمَعْرَكَةِ بِأَلْسِنَةِ الزَّيْفِ، لَا بُدَّ أَنْ نَرْفَعَ الْقَلَمَ… لَا لِنُدَافِعَ عَنْ رَجُلٍ، بَلْ لِنُعَرِّيَ أَعْدَاءَ الْوَطَنِ.”

بَيْعَةٌ مَعَ الدَّمِ… لَا مَعَ الْكَلِمَاتِ

لَمْ يَكُنْ أَدَاءُ الْقَسَمِ مُجَدَّدًا مُجَرَّدَ طَقْسٍ دُسْتُورِيٍّ لِلدُّكْتُورِ جَبْرِيلِ إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدٍ، وَزِيرِ الْمَالِيَّةِ وَرَئِيسِ حَرَكَةِ الْعَدْلِ وَالْمُسَاوَاةِ السُّودَانِيَّةِ، بَلْ كَانَ بَيْعَةً مُتَجَدِّدَةً لِلْوَطَنِ، وَتَجْدِيدًا لِعَهْدٍ قُطِعَ مَعَ الدَّمِ، لَا مَعَ الْكَلِمَاتِ.

وَفِي اللَّحْظَةِ نَفْسِهَا الَّتِي اشْتَدَّ فِيهَا عُودُ قُوَّاتِ الْحَرَكَةِ فِي الْمِيدَانِ، وَارْتَفَعَتْ قَبْضَتُهَا فِي مَعْرَكَةِ الْكَرَامَةِ، خَرَجَتِ الْأَفَاعِي مِنْ جُحُورِهَا… لَا لِتُقَاتِلَ، بَلْ لِتَنْفُثَ سُمَّهَا عَبْرَ فِيدْيُوهَاتٍ مُفَبْرَكَةٍ، وَتَصْرِيحَاتٍ زَائِفَةٍ، وَأَكَاذِيبَ تُحَاوِلُ كَسْرَ مَجْدِ الرِّجَالِ بِصَدَى الِافْتِرَاءِ.

لَمْ يَعُدْ جَبْرِيلُ إِلَى الْمَنْصِبِ طَمَعًا فِي جَاهٍ، بَلْ عَادَ لِيَخْدِمَ وَطَنًا يَتَهَاوَى، وَيُقَاتِلَ فِي خَنْدَقٍ وَاحِدٍ مَعَ شَعْبٍ يَنْزِفُ.

هُوَ لَمْ يَأْتِ مِنْ بَوَّابَةِ صَفْقَةٍ، بَلْ مِنْ خَنَادِقِ الْكِفَاحِ، حَيْثُ يَكُونُ الْوَطَنُ أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ الْمَنَاصِبِ.

لَا تُفَبْرِكُوا لِسَانَ مَنْ خُلِقَ لِلْمِيدَانِ

هَلْ يُدَانُ رَجُلٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُسَاوِمْ؟

هَلْ تُشَوَّهُ صُورَةُ مَنْ قَاتَلَ لِأَجْلِ كَرَامَتِنَا لِأَنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ تَنَازُلَاتٍ؟

جَبْرِيلُ إِبْرَاهِيمُ مُحَمَّدٌ لَمْ يَدْخُلِ الْحُكُومَةَ بَحْثًا عَنْ مَصْلَحَةٍ، بَلْ جَاءَ حَامِلًا هَمَّ الْوَطَنِ، وَبُنْدُقِيَّةَ الْمُقَاوَمَةِ فِي ظَهْرِهِ.

مَنْ يَعْرِفُهُ، يَعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَهْرُبُ مِنَ النَّارِ، بَلْ يَسْكُنُهَا، وَلَا يَتَوَارَى عَنِ الْمَعْرَكَةِ، بَلْ يُقَدِّمُ صَدْرَهُ لَهَا… دُونَ أَنْ يَتَرَاجَعَ.

أَبْنَاءُ الْأَرْضِ… مَهْرُ الْوَطَنِ مِنْ دَمِهِمْ

هَذَا الْوَطَنُ لَا يُبْنَى بِالتَّصْرِيحَاتِ، بَلْ شُيِّدَ عَلَى جَمَاجِمِ أَبْنَاءِ الْأَرْضِ الْحَقِيقِيِّينَ… حُرَّاسِ الْعِرْضِ، وَالْكَرَامَةِ.

هُمْ مَنْ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ لَا لِيَعُودُوا بِالْغَنَائِمِ، بَلْ لِيَعُودُوا بِأَرْضٍ طَاهِرَةٍ مِنْ دَنَسِ الْغُزَاةِ.

الدِّمَاءُ الَّتِي سُكِبَتْ لَيْسَتْ أَرْقَامًا فِي الْأَخْبَارِ… بَلْ وُجُوهٌ نَعْرِفُهَا، وَقُلُوبٌ خَفَقَتْ بِاسْمِ السُّودَانِ حَتَّى آخِرِ نَبْضَةٍ.

وَإِذَا كَانَتْ حُكُومَةُ الْيَوْمِ قَائِمَةً عَلَى التَّضْحِيَاتِ، فَإِنَّهَا تَدِينُ بِأَعْمِدَتِهَا لِكُلِّ أُمٍّ نَازِفَةٍ، وَلِكُلِّ شَهِيدٍ لَا يَزَالُ دَمُهُ يَسْقِي حُدُودَ الْوَطَنِ.

الْحَرَكَةُ الَّتِي لَا تُكْسَرُ

حَرَكَةُ الْعَدْلِ وَالْمُسَاوَاةِ السُّودَانِيَّةِ لَيْسَتْ كِيَانًا سِيَاسِيًّا فَقَطْ، بَلْ هِيَ الجُزْءُ النَّابِضُ مِنْ شَرَفِ هَذَا الشَّعْبِ، وَالذِّرَاعُ الَّتِي لَمْ تَضْعُفْ حِينَ سَقَطَتْ أَذْرُعٌ كَثِيرَةٌ.

وَمَا تَتَعَرَّضُ لَهُ مِنْ حَمَلَاتِ التَّشْوِيهِ، هُوَ لِأَنَّ خُصُومَهَا يُدْرِكُونَ أَنَّهَا لَا تَنْحَنِي، وَلَا تَقْبَلُ فُتَاتَ السِّيَاسَةِ، وَلَا تُبَاعُ عَلَى مَوَائِدِ الْفِتَنِ.

هِيَ الْحَرَكَةُ الَّتِي لَا تَزَالُ تُقَاتِلُ فِي أَصْعَبِ الْجَبَهَاتِ، بَيْنَمَا اكْتَفَى الْمُتَفَرِّجُونَ بِتَدْوِيرِ الشَّائِعَاتِ عَلَى مَنَصَّاتِ التَّوَاصُلِ وَالْوَسَائِطِ.

لِمَنْ يُرِيدُونَ إِزَاحَةَ الصَّادِقِينَ بِالْكَذِبِ

أَنْتُمْ لَا تُحَارِبُونَ شَخْصَ الدُّكْتُورِ جَبْرِيلِ إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدٍ،
بَلْ تُحَارِبُونَ فِكْرَةَ الجُنْدِيَّةِ فِي زَمَنِ الْخِيَانَةِ، وَفِكْرَةَ الثَّبَاتِ فِي زَمَنِ الرُّكُوعِ.

تُحَارِبُونَ حَرَكَةً مَا زَالَتْ بَنَادِقُهَا نَظِيفَةً مِنَ الْخِيَانَةِ،
وَرَجُلًا رَفَضَ أَنْ يَكُونَ وَزِيرًا صَامِتًا، وَاخْتَارَ أَنْ يَكُونَ مُقَاتِلًا نَاطِقًا بِاسْمِ الشَّعْبِ.

وَإِنْ فَشِلْتُمْ فِي إِسْقَاطِهِ بِالْقُوَّةِ، لَجَأْتُمْ لِلْفِبْرَكَةِ وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ…

وَلَكِنَّكُمْ نَسِيتُمْ:

مَنْ خَرَجَ مِنْ سَاحَاتِ الْقِتَالِ لَنْ تُهْزِمَهُ شَائِعَةٌ، وَمَنْ نَجَا مِنْ قَذَائِفِ الْغَدْرِ، لَنْ تُسْقِطَهُ تَغْرِيدَةٌ مُفَبْرَكَةٌ.
لَا يُهْزَمُ مَنْ نَبَتَ فِي الْمِيدَانِ

جَبْرِيلُ إِبْرَاهِيمُ مُحَمَّدٌ، لَيْسَ فَوْقَ النَّقْدِ… وَلَكِنَّهُ أَكْبَرُ مِنَ الْكَذِبِ.

مَنْ كَانَ بَيْنَ الْبَنَادِقِ لَا تُرْهِبُهُ شَائِعَةٌ،
وَمَنْ قَاتَلَ بِالسِّلَاحِ وَالْفِكْرَةِ، لَا تَهُزُّهُ فِبْرَكَةٌ عَلَى الشَّاشَةِ.

هَذَا وَطَنٌ لَا يُبْنَى بِالْكَلَامِ، بَلْ يُحْرَسُ بِالدَّمِ، وَتُرْوَى حُدُودُهُ بِتَضْحِيَاتِ الَّذِينَ أَحَبُّوهُ حَتَّى الْمَوْتِ.

🕊️ وَخِتَامًا:

سَلَامٌ عَلَى كُلِّ مَنْ ظَلَّ وَاقِفًا فِي زَمَنِ السُّقُوطِ،
وَسَلَامٌ وَأَمَانٌ… فَالْعَدْلُ مِيزَانٌ.

✍️ بِقَلَمِ: عَبِيرُ نَبِيلِ مُحَمَّد
أَنَا الرِّسَالَةُ حِينَ يَضِيعُ الْبَرِيدُ…
اِمْرَأَةٌ مِنْ حِبْرِ النَّارِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى