آراء ومقالات

عبير نبيل محمد تكتب : يكفي مناشدة ” فاشر السلطان ليست للمزايدة

الموكب نيوز

يكفي مناشدة… فاشر السلطان ليست للمزايدة
بقلم: عبير نبيل محمد

من المستفيد؟ ومن المجني عليه؟
من وافق؟ ومن قدَّم البيعة برُخص التراب؟
من باع الوطن؟ وزرع وحش العنصرية؟
من جعل الفساد طريقًا للربح والتقدُّم والازدهار؟
من أطلق لعنصرية الداخل العنان، فصار ابن الوطن يكره أخاه، ويصنّفه على أساس اللون واللهجة والانتماء؟
من روّج لفصل الفاشر عن الشمال، وكأن الجغرافيا تقرر الولاء والانتماء؟
كأن دم الفاشر ليس كسائر دماء الوطن!
من مزّقنا من الداخل، ثم وقف يُنادي بالوحدة زيفًا؟
من شرّع، ومن حلّل، ومن رسم لنا حدودًا زائفة للأمل والأحلام؟
من قسّم، ومن نصّب حاكمًا، وجعل الأرض تُباع بلون البشرة وعرق الدم وشكل الوجوه؟
جمهورية السودان… وطن الأحرار
يكسر الروح ما يحدث في فاشر السلطان…
اشتدَّت المعاناة كل يوم قبل الحرب، والآن، لن أقول إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة،
لأن ما يحدث الآن إبادة جماعية، لا أكثر.
إلى أهلي في معسكرات النزوح: زمزم، أبو شوك، أم كدادة…
ينتقم الصوص من هزيمتهم في معركة الكرامة،
فينهالون على أهلنا داخل المعسكرات
بأبشع أنواع القتل والعذاب والموت.
انتهاكات لا تُحصى، لا تُعد!
إذن، يكفينا مناشدات،
يكفينا تعليق الآمال على جدارٍ من وهمٍ اسمه “المجتمع الدولي”،
يكفينا المزايدة على آلامنا،
يكفينا من تاجروا بالحرب،
من صوّروا المعاناة، وكتبوها تقارير ومشاريع وجعلوها دكاكين تمويل،
وباعوا دماء الشهداء على طاولات المؤتمرات!
من جعلوا الحرب مصدر دخل،
ومن جعلوا الكارثة فرصة استثمار سياسي ومادي،
بينما المواطن البسيط يُدفن تحت التراب،
ويُرمى في الصحاري،
ويُنسى في معسكرات النزوح،
ولا يُذكر إلا في نشرات الأخبار، أو كشوفات الإغاثة!
هناك من هم داخل مؤسسات الدولة،
يُطيلون أمد الحرب لأنهم ببساطة مستفيدون.
لهم حصص من الدمار، ومنافع من النزيف،
يُساومون على الدم، ويتقاسمون وجع الوطن كما تُقسّم الغنائم!
لكننا لن نصمت. لن نخون. لن ننسى.
لدينا جيش عظيم،
جيش لا يتبع لأسماء ولا مسميات، لا كتائب ولا قادة ولا تسميات مناطقية،
لدينا جيشٌ واحد، يحمل هوية واحدة: السودان.
حركات الكفاح المسلح
والان القوات المشتركة
كانت بالأمس تدافع عن الحق، وكانت صوتًا للمظلوم في وجه الظلم،
واليوم، ما زالت كما كانت، لكنها أصبحت أقوى،
اشتركت فيها كل المكونات السودانية، لا تُحركها قبيلة ولا تحدّها عنصرية،
تحرّر كل شبر من أرض الوطن، بلا تمييز، بلا تجزئة،
لم يذهب الحُلم، ولم تُبع البندقية،
ولم يرتدِ أحدهم وشاح النضال إلا من أجل دماء الأبرياء،
أرادوا الحرية لأجل الشعب، لا السلطة،
ولم ولن تُبدَّل راية الثورة إلى فاتورة سياسية أو مالية.
هل أنت مع الوطن؟
إن كنت كذلك، فاعرف أن الوطن لا يُبنى بالكراهية،
ولا يُحمى بالتخوين،
ولا تُحرَّر الأرض بتقسيم الإنسان،
الحرية لا تسكن في القبيلة، ولا العدالة في الجهة…
الكل واحد… والسودان يسع الجميع.
ونداء لكل أبناء الوطن:
ليست الفاشر أهم من الشمال،
ولا الشرق أهم من الخرطوم،
ولا قبيلة أفضل من أخرى…
لأنه لا يوجد أهم من الإنسان،
كرّمك الله، فكن كريمًا.
لا تزرع الكراهية وتطالب بالحرية،
لا تُخَوِّن أخاك، ولا تزرع الفتنة وتطلب النجاة منها.
كل كلمة تخرج من فمك قد تُلقي بك في ظلمات من الحقد والدمار،
فلا تقل: هذه الأرض أفضل، أو تلك القبيلة أحق،
لأن الدائرة تدور، والله لا يرضى بنار الفتنة.
ألم نكتفِ؟
حربٌ سَحَقَت كل شيء.
من مِنّا الآن داخل مسقط رأسه؟
من مِنّا بين تراب قبيلته؟
نحن من الشمال في الشرق، ومن الغرب في الشمال،
لأن الوطن واحد، لا يُجزّأ.
لم تنزف فاشر السلطان وحدها،
بل ينزف كل السودان،
نزفناه قبل الحرب…
وفي الحرب…
بظلم العدالة المجزأة، والخيانة المقنّعة، والوعود الكاذبة.
الناس تموت… والناس تبيع!
باعوا الأرض، باعوا القضية، باعوا المبادئ،
باعوا أبناء الوطن من أجل المال، والمناصب، وصفقات الخارج،
بينما الشعب البسيط يُجلد مرتين:
مرة بنار الحرب، ومرة بخذلان أهله…
لكن رغم كل هذا… لا زال هناك أمل.
فاشر السلطان ليست وحدها… معها كل السودان.
الكرامة لا تُهزم، والحق لا يُباد، والشعب لا يُشترى!

لا للمناشدة!
نعم للتحرير!
حررناها الخرطوم،
وتحرير الفاشر، عروس السودان، قادم…
بُشريات النصر، أيامٌ لا أكثر!
هنا السودان،
هنا جيش واحد، لا مسميات، لا خيانة، لا جهويات…
هنا وطن واحد، شعب واحد، قلب واحد.
سلامٌ وأمان… فالعدل ميزان، والحق لا يُقهر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى