
حين نطق السودان بلسان امرأة
منازل نمر ✍🏻
ما كانت مجرد وزيرة واقفة في منبر رسمي،كانت سودانٍ كامل واقف في جسد امرأة واحدة.حين تحدثت الدكتورة منى علي محمد أحمد، سكتت القاعة،
لأن كلماتها ما كانت دبلوماسية، كانت رصاصة حق خرجت من قلب الوطن.
قالتها بجرأة:
“الذي يحارب السودان ليست الكوارث الطبيعية، بل دول تعبث بأرضنا وتدعم نار الحرب.”
صارت منى عنواناً للشجاعة، وصوتاً لوطنٍ قال كلمته بلا خوف.أمام وزراء، وسفراء، وخبراء من كل أنحاء العالم، وقفت بثباتٍ وذكاءٍ نادر، كلماتها لم تكن مجرد تصريحٍ عابر، بل صفعة على وجه التواطؤ الدولي، ورسالة للعالم أن السودان ليس دولة هامشية، بل وطنٌ ينهض من رماده برجاله ونسائه، يحمل قضيته في قلب امرأة اسمها منى علي محمد أحمد.
لم تتحدث بلسان السياسة الباردة، بل بلسان الوطن الجريح، المغمور بالتراب والدم، قالت ما لم يجرؤ عليه كثير من الرجال، وقالته بضمير العالم لا بلسان السلطة.
حين تحدثت، انتصرت البيئة للوطن، لأن من يقتل الإنسان لا يمكن أن يكون صديقاً للأرض.
في وجه “الخواجات”، في وجه من أرادوا تصوير الحرب كصراع داخلي بلا سبب، جاءت منى لتكشف المستور:
أن وراء الدمار بيئة تُحرق، وأرض تُنهب، وثروات تُهرّب، وأن السودان يُستهدف لأنه صامد لا ينكسر.
لهذا، لم تكن كلماتها خطاباً وزارياً، بل موقفاً وطنياً بحجم التاريخ.منى علي محمد أحمد لا تمثل وزارة البيئة فحسب، بل تمثل كرامة وطنٍ بكامله.
سلامٌ على من وقفت وقالت:
“نحن لا نحارب أنفسنا… نحن نحارب من يريد محو اسم السودان من الخريطة.”
سلامٌ على المرأة التي تكلمت فاهتزّ الصمت العربي.وسلامٌ على كل من يؤمن أن الوطن لا يُدافع عنه بالسلاح وحده، بل بالكلمة الصادقة حين تصير سيفاً.



