ود مجوك شهيد إلصلة والوفاء٠٠ وقافله “زاد الميارم” تمضي علي درب الكرامة.
قافلة "زاد الميّارم".. الشهيدة هنادي ونداء الكرامة من قلب بابنوسة

ود مجوك شهيد إلصلة والوفاء٠٠ وقافله “زاد الميارم” تمضي علي درب الكرامة.
قافلة “زاد الميّارم”.. الشهيدة هنادي ونداء الكرامة من قلب بابنوسة
✍️ منازل نمر – الموكب نيوز
في تسجيل مؤثر وصادق، عبّر الأستاذ قاسم موسى حلاوة عن حزنه العميق على فقدان الشهيد أبكر آدم عبدالله، الملقب بـ”ود مجوك”، والذي ارتقى داخل معتقلات مليشيا آل دقلو، بعد اعتقاله من مدينة بابنوسة.
لم يكن الشهيد رجلًا سياسيًا أو ناشطًا حزبيًا، بل كان إنسانًا بسيطًا، يعمل في مجال الإلكترونيات، ومحبوبًا بين أهله ومعارفه. كل “ذنبه” أنه كان يتواصل مع ابنه، الجندي في الفرقة 22 مشاة ببابنوسة، وأخيه المنتمي للقوات المسلحة.
> “أنا ولدي في الجيش، اتواصل معاهو يبقى جريمة؟ دا ولدي… إذا كان أنا جناي، ما أتكلم معاهو في التلفون؟ دي الديمقراطية؟!”
بهذه الكلمات المؤلمة، عبّر الأستاذ قاسم عن وجعٍ يعتصر قلوب الكثير من السودانيين.
أين هي الديمقراطية التي بشر بها قادة التمرد؟ وأين هو “العدل” الذي ادّعوه؟ هل باتت صلة الرحم جريمة، ويُقتل الأب فقط لأنه يتواصل مع ابنه الجندي؟!
إنه واقع مؤلم يضيف صفحة جديدة إلى السجل الأسود للمليشيا، حيث تمارس الاعتقالات التعسفية والقتل خارج القانون، بلا محاسبة ولا رقيب.
المرأة السودانية.. قلب المعركة وروح المقاومة
في المقابل، سطع نورٌ من جهة أخرى، عبر قافلة “زاد الميارم”، التي شكّلت علامة فارقة في مشهد النضال السوداني. القافلة حملت اسم الشهيدة الدكتورة هنادي، التي استُشهدت في معسكر زمزم بمدينة الفاشر أثناء إسعافها للجرحى والمصابين.
نساء السودان، من كل الولايات الآمنة – البحر الأحمر، كسلا، القضارف، نهر النيل، الشمالية، سنار، الجزيرة، النيل الأزرق – تكاتفن وسرن بالقافلة إلى أبوقبة، عاصمة ولاية شمال كردفان، في دعم نوعي للمجهود الحربي. حملن الغذاء، المعنويات، ورسالة وطنية واحدة:
> “نحن مع جيشنا.. مع معركة الكرامة حتى النصر.”
كما نظّمت لجنة المرأة بالمقاومة الشعبية – قطاع كردفان لقاءً واسعًا على شرف زيارة القافلة، جمعت فيه المستنفرات في أمانة الحكومة، وأكدت على تلاحم الشعب حول قواته المسلحة.
هذه القافلة ليست مجرد قافلة دعم، بل حدث وطني رفع الروح المعنوية، وبيّن أن المرأة السودانية لا تقف خلف الصفوف، بل في المقدمة.
تحذير صريح من العلمانية الزائفة
في نفس التسجيل، وجّه الأستاذ قاسم موسى رسالة توعوية قوية لأهل السودان في مناطق الضراء، محذرًا من الانسياق خلف شعارات “العلمانية” التي تُروّج لها بعض الجهات:
> “العلمانية دي معناها الفوضى… بتك تمشي ساي، والولد يعمل الدايرو، والقانون يحميهو! زول يشيل بتك قدامك، وانت ساكت… مره تتزوج مره، ورجل يتزوج رجل! دي الحريات القالو عليها؟”
إنها ليست حرية، بل هدم للقيم والأخلاق والمروءة، ويجب أن نكون على وعي تام بهذا الخطر الذي يتربّص بأسرنا ومجتمعنا.
رسالة أخيرة: عودوا إلى حضن الوطن
في ختام رسالته، وجّه الأستاذ قاسم نداءً صادقًا إلى من تبقى من شبابنا في صفوف المليشيا:
> “المليشيا انهارت… وواجبكم الآن هو الانضمام إلى القوات المسلحة. الجيش هو سند الوطن، وهو الذي يقاتل بشرف. عودوا.. قبل فوات الأوان.”
بين دم الشهيد ود مجوك، ودم الشهيدة هنادي، تنسج معركة الكرامة خيوط النصر.
ومع قوافل النساء، وصرخات الرجال، وتضحيات الأطفال، لن تسقط راية السودان، ولن تنتصر الفوضى.



