آراء ومقالات

الحلقة الثانية: الدبلوماسية السودانية بين الحرب والسلام ✦

الحلقة الثانية: الدبلوماسية السودانية بين الحرب والسلام ✦

✦ الحلقة الثانية: الدبلوماسية السودانية بين الحرب والسلام ✦

منازل نمر ✍

يواصل موقع الموكب نيوز سلسلة حواراته الخاصة مع الأستاذ هشام التجاني فضل سعد، عضو المجلس الرئاسي و مقرر تنسيقية القوى الوطنية ورئيس القوى الشبابية السودانية، والتي بدأناها في الحلقة الأولى بتشخيصٍ لواقع الوطن وتحدياته.

وفي الحلقة الثانية، نمضي معه في مسار النقاش، نضع فيه تحت المجهر أداء الدبلوماسية السودانية خلال الحرب، ورؤيته لمستقبل السياسة الخارجية، وكيفية العبور نحو سلام مستدام ودولة قوية.
إنه حوار يعكس بصدق نبض المرحلة، ويكشف عن رؤى وأفكار تمهد لحلقات قادمة نواصل فيها فتح ملفات أخرى على الطريق نحو سودان الغد.

س. *استاذ هشام التجاني كيف تقيمون أداء الدبلوماسية السوداني خلال الحرب الحالية*. ؟*
ج. يختلف التعامل الدبلوماسي بين الحرب و السلم و أداء الدبلوماسية السودانية شابه الضعف في البداية لكن القيادة استدركت الأمر و قامت بمعالجات وضعت البلاد في طريق صحيح في التعامل مع الدول وان كانت بعض المنظمات الاقليمية و الدولية تتعامل مباشرة مع قيادة البلاد و هذا يؤكد الشرعية التي حاول حلفاء التمرد سلبها في كل الأوقات و خابت مساعيهم
لكن نحن سوف نتذكر جيدا من وقف مع و من وقف ضد السودان في حربه على التمرد و المستقبل أمامنا و التعامل سوف يكون بالمثل في المستقبل .

س. *هل السودان بحاجة لسياسة خارجية جديدة بعد انتهاء الحرب و ما ملامحها* ؟
ج. كما اسلفت تختلف دبلوماسية الحرب عن دبلوماسية السلم
و كل من قدم للسودان في ازمته الحالية سيكون دينا على الاجيال القادمة ان تعاون من عاوننا السودان يجب أن تكون له دبلوماسية قوية و شجاعة و جريئة لإعادة صياغة تعاملنا الخارجي و ان تبني على المنافع المشتركة و مصلحة السودان هي العليا

س. *كيف يمكن تحقيق توازن بين العلاقات مع القوي الاقليمية و الدولية دون الوقوع في فخ الوصاية* ؟
ج. توازن العلاقات يبني على توازن القوي للدول و استعدادك للحرب دائما يضعك في موقع افضل و رغم مرور أكثر من 28 شهر لم يرضخ السودان لاي قوي اقليمية او دولية أرادت ان تقوض قراره الداخلي او تجبره على الخضوع وهذا يعطي ملمح عن توازنات القوي في سودان ما بعد الحرب. فنحن لم نخضع لاي وصاية ونحن في أشد حالات الضعف فكيف نرهن بلادنا لوصايا ونحن أكثر قوه و تماسكا

،،،إعادة اللحمة الوطنية ومعالجة آثار الحرب ،،،

س. *براكم كيف يمكن معالجة آثار الحرب على النسيج الاجتماعي و اعادة اللحمه الوطنية* ؟
ج. على الرغم من مساوي الحروب الا ان حرب الكرامة قد وضعت اساسا جديدا للمجتمع السوداني و راينا و عايشنا وحدة و تماسك النسيج الاجتماعي في دور الإيواء في كل الولايات و شاهدنا التماسك المجتمعي في ابهي صورة و مما يدهش ان السودانيين توحدهم الازمات و تذيد رتق النسيج الاجتماعي عند عودة النازحين ستنتقل معهم مفاهيم جديدة و طرق تفكير إيجابية و مكتسبات و قيم حصل عليها الأطفال في دور الإيواء فابن الشرق و ابن الغرب و الشمال و الوسط قد تشكلت لديهم قناعات و ثوابت وطنية من خلال مجتمع دار الإيواء الذي جعلهم أسرة واحدة ف هذا يجعلنا نتفائل ان بعد 15 الي 20 عام سنكون بدون قبيلة في السودان فقط تجمعنا سودانياتنا.

س. *ما الدور المطلوب من الزعماء الاهليين و الإدارة الأهلية في بناء السلام*؟
ج – الإدارات الأهلية هي العمود الفقري للمجتمعات و سابقا الإدارة الأهلية كانت حكومات مصغرة لكن دخل فيها عامل التقسيم و التشظي و أصبح دورها ضعيفا في رتق النسيج الاجتماعي و ظهر هذا جليا حتي في تحريض بعض أبناء القبائل على حمل السلاح ضد الدولة. و على الإدارة الأهلية ان تعيد النظر في طريقتها و ان تبقي خارج الدور السياسي وان يتفرغو لعملهم الاجتماعي مما يجعلها مستقبلا لاعبا اساسيا في إعادة ربط و تقوية النسيج الاجتماعي السوداني بوعي اكبر .

س *كيف يمكن توظيف الثقافة و الفنون و الإعلام لتعزيز الوحدة الوطنية؟*
ج-ابلغ وصف لربط الثقافات بين أبناء الوطن يمكن أن نراه في جلالات و اهازيج و قصائد القوات المسلحة يرددها كل اهل السودان و يحفظونها وهي رسالة تؤكد ان الثقافة و الفنون و الرياضة و الإعلام هي الاعب الأول في تعزيز الوحدة الوطنية
على النقيض نري ان وسائل التواصل في فترة قبل الحرب لعبت دورا قذرا في تهييج الشارع و بث خطاب الكراهية وهي حرب لا تقل ضراوة عن الرصاص
ف يجب أن نوظفها لتعزيز التضامن المجتمعي أيضا الرياضة تلعب دورا هاما
حتي في أثناء الحرب يتوقف القصف حين تبدأ مباراة المنتخب الوطني و يستمر بعد انتهائها

*الشباب والنساء …صناع الغد*
س *ماهو الدور المنتظر من الشباب بعد الحرب في صياغة مستقبل السودان* ؟
ج- الشباب هم من ثبت أركان الدولة في حرب الكرامة وهم قادة المستقبل و يجب اشراكهم في الفترة الانتقالية لخلق جيل واعي وفاهم و قادر على إدارة البلاد مستقبلا وهذا رسالة واضحة للحكومة بضرورة إيجاد فرص أكبر لتعزيز المشاركة الشبابية في السياسة و الحكم ليصبح ملعب الانتقال السياسي مستقبلا مهياء وله لاعبون متمرسون و اطالب الدولة بتعيين وزراء الدولة من الشباب.

س *كيف ترون مشاركة النساء في العمل السياسي وصناعة القرار* ؟
ج- تعتبر مشاركة المرأة ضرورية في العملية السياسية لتعزيز ديموقراطية المجتمع و دليل على العدالة الاجتماعية و خلق اراء و أفكار تعزز صنع القرار في الدولة
و المرأة السودانية تجد كل الدعم من المجتمع لمشاركتها الفاعلة في كل الحقب السياسية السابقة و كانت صانعة للقرار

س *هل انتم مع تخصيص نسبة (كوته) للشباب و النساء في البرلمان القادم* ؟
ج- البرلمان حسب المتفق عليه يتكون من 300 مقعد منها 75 لاطراف السلام
و في تقديري يجب أن يمثل الشباب نصف البرلمان القادم لتمكينهم من التأثير و صنع القرار القادم و علينا أن نتذكر انهم هم صناع التغيير
و أيضا مشاركة المرأة مهمة لعكس تنوع المجتمع ولتعزيز المشاركة الوطنية في البرلمان القومي.

*التعليم و بناء الانسان السوداني*

س *كيف أثرت الحرب على التعليم في السودان*؟
ج- بالطبع الحرب ادت الي النزوح للأسر و أبنائهم و للمعلمينو تدمير للمدارس و الجامعات فلا تعليم تحت القصف وهذا أثر و سوف يؤثر في التحصيل العام في العملية التعليمية مستقبلا أيضا هنالك دول رفضت إقامة امتحانات الشهادة السودانية 2023 هنالك مناطق محاصرة في جنوب كردفان رفضت المليشيا و وتوابعها دخول الامتحانات لها مما يعكس التدمير الممنهج للتعليم في السودان
و قد قامت الحكومة و وزارة التربية و التعليم بمجهود جبار للمحافظة على سير الامتحانات فلهم الشكر .

س *ما هي رؤيتكم لإصلاح التعليم بعد انتهاء الحرب* ؟
ج- اهمها إعادة اعمار ما دمرته الحرب من مرافق التعليم واعادة بناء المدارس و المطالبة بتحسين أجور المعلمين وايضا لابد من تطوير المناهج و مراجعتها.
أيضا لابد من التركيز على التعليم الفني و المهني لمقابلة احتياجات سوق العمل الداخلي

س *ماهي رؤيتكم لإعادة صياغة المناهج بما يتوافق مع قيم الوحدة الوطنية وبناء الدولة الحديثة*
ج- في تقديري يجب أن تعكس المناهج قيم المواطنة و التسامح و ان تكون أكثر تركيزا مع ادماج التكنلوجيا لخلق جيل قادر على قيادة دولة قوية
أيضا لابد من إدخال مادة التربية الوطنية في المناهج ابتداء من التعليم ما قبل المدرسي و نحن في القوي الشبابية السودانية قد قدمنا في العام 2024 أكثر من 57 حصة للتربية الوطنية في مدارس ولاية البحر الأحمر لاقت قبولا كبيرا و حماسا من الطلاب و مدراء و أساتذة المدارس .

*رؤية للمستقبل*

س *كيف تتصورون شكل الدولة السودانية في العشر سنوات القادمة*؟
ج- دولة قانون و مؤسسات قوية متماسكة و مؤسساتها حديثة و عادلة و شعبها موحد حول قيم العدالة و التنمية مع اقتصاد مستدام يحقق الرفاهية لكل المواطنين .

س *ما الخطوات العملية المطلوبة الان لضمان تحول مدني ديمواقراطي حقيقي و مستدام* ؟
ج- اولا إكمال هياكل السلطة التشريعية لتعزيز سيادة القانون بناء مؤسسات قوية للدولة و إشراك القوي الوطنية في صنع القرار مع الالتزام بالمسائله و الشفافية في الفتره الانتقالية لضمان نزاهة الانتخابات و استدامه الديموقراطية مستقبلا.

س *رسالتكم الأخيرة للشعب السوداني في هذه المرحلة الحساسه* ؟
ج- الصبر و العمل المشترك هما مفتاح استقرار السودان.
و الوحدة و التسامح هما الطريق للسلام و الاذدهار لنصنع معا سودانا يليق بشعبه العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى