آراء ومقالات

تنسيقية القوى الوطنية.. الصوت الذي لا يمكن تجاوزه في المشهد السياسي السوداني

تنسيقية القوى الوطنية.. الصوت الذي لا يمكن تجاوزه في المشهد السياسي السوداني

تنسيقية القوى الوطنية.. الصوت الذي لا يمكن تجاوزه في المشهد السياسي السوداني

الموكب نيوز :

تنسيقية القوى الوطنية كأحد أهم الأجسام الفاعلة على الساحة السودانية، بعد أن أثبتت وجودها من خلال نشاطها الواسع، وحضورها الميداني والسياسي الممتد في ولايات البلاد كافة.

التنسيقية ليست مجرد تجمع سياسي، بل هي مظلة جامعة تضم في داخلها حركات مسلحة، وتحالفات وكيانات سياسية، وأحزاب وتنظيمات مطلبية، إلى جانب قوى شبابية ونسوية نشطة، لتشكل في مجملها جبهة وطنية واسعة تعكس التنوع الحقيقي للمجتمع السوداني.

مؤتمرات تؤسس للشرعية الميدانية

ما يميز تنسيقية القوى الوطنية عن غيرها من الكيانات، هو أنها الجسم الوحيد الذي عقد مؤتمرات حقيقية على أرض الواقع في ولايات السودان المختلفة.
فقد بدأت المسيرة بمؤتمر البحر الأحمر، مرورًا بمؤتمرات نهر النيل، والشمالية، وسنار، والقضارف، وكسلا، وصولًا إلى شمال كردفان حيث أنشأت التنسيقية مكاتبها وتنسيقياتها الولائية التي تمثل القاعدة الجماهيرية الصلبة التي لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها.

طرح وطني على طاولة الاتحاد الإفريقي

لم تكتفِ التنسيقية بالعمل الداخلي، بل بادرت إلى إعداد المسودة السياسية الشاملة التي تم طرحها رسميًا أمام الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، كخطة وطنية تهدف إلى تحقيق توافق حقيقي بين القوى السياسية والمدنية السودانية، على قاعدة الانضمام أو التحالف لا الإقصاء والانقسام.

رسالة واضحة للدولة والقوى السياسية

أكدت التنسيقية في بيانها أن موافقتها مبدئية على ما تم من مشاورات وخطوات بين القوى السياسية التي تديرها الدولة، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة ألا تتجاوز الدولة هذا الجسم الكبير الذي يمثل القوى الوطنية الحقيقية على الأرض.
فالتنسيقية تعتبر نفسها اليوم أكبر جسم سياسي فاعل داخل الساحة الوطنية، لما تملكه من امتداد جماهيري ومكاتب ولائية، ومقدرة تنظيمية عالية.

الحفاظ على الجبهة الداخلية

تحذر التنسيقية من مغبة تجاوزها أو تجاهلها في أي ترتيبات سياسية قادمة، مؤكدة أن الحفاظ على تماسك الجبهة السياسية الداخلية هو الضمان الأساسي لاستقرار البلاد ووحدتها.
كما شددت على أن رسم خارطة سياسية جديدة للسودان يجب أن يتم بالتوافق مع كل القوى الوطنية والمدنية، بعيدًا عن الإقصاء أو الانفراد بالقرار.

تأتي تنسيقية القوى الوطنية اليوم كصوتٍ جامعٍ يدعو للوحدة لا للتفرقة، وللتوافق لا للتنازع، وللوطن قبل المصالح.
ومن الميدان إلى المنابر، ومن المؤتمرات إلى الطاولات السياسية، تثبت هذه التنسيقية أن الشرعية تُصنع بالفعل لا بالقول، وأن القوى الوطنية الحقيقية هي التي تبقى مع جماهيرها وتتحرك بينهم، لا تلك التي تعيش في عزلة القاعات المغلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى