المهندس ادم أبكر عيسي يكتب صدى الوطن
صدى الوطن
ادم ابكر عيسي
تظل ثورة ديسمبر المجيدة علامة فارقة في تاريخ السودان، فقد حققت السلام المنشود وأجابت عن أسئلة ظلت تؤرق الشعب السوداني، وأبرزها الحرب والسلام والمواطنة المتساوية، ورسخت مفهوم الوطن الواحد المتنوع الذي يسع الجميع.
لكن عقولًا منحطة سعى أصحابها للانتقام والتشفي، وتجاهلت دماء الشهداء ومقاصد الثورة النبيلة، وسرقت تضحيات الأبطال وتركتهم وحيدين. وعندما تآمرت بعض النخب الوطنية مع دول وأجهزة مخابرات أجنبية، زعمت السعي لمدنية الدولة ظاهرًا، بينما كانت تعمل في الخفاء على بناء دولة بوليسية تدين بالولاء للأجهزة الأمنية ومخابرات إقليمية والحركة ماسونية عالمية ، وتجهل معاني الحرية والديمقراطية.
لا يمكن توقع قيم ومبادئ مؤسسية من أشخاص لا يؤمنون بها، هدفهم الوحيد هو إيجاد أشخاص ضعفاء يتبعون أوامرهم. إن الحزن على ثورة ديسمبر هو كالحزن على ما فات، وقد كتبنا من قبل عن ماهية الوطن والبناء وكيفية تأسيس دولة شاملة ومتنوعة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وتصرف بحكمة ودهاء.
نشطاء ادعوا دور أركان النقاش دون اعتبار للوطن، مهددين بالحرب. وبعد اندلاع الحرب، تركوا الوطن وخذلوا الشعب الذي عانى من اغتصاب وقتل وتهجير وبيع فتياته في أسواق أفريقيا.
رغم هذه الفظائع، لم يدين أحد من هؤلاء النشطاء هذه الجرائم. فهم يبحثون عن السلطة ولو على حساب موت الشعب. وتحدثوا باسم الشعب الذي هم أبعد ما يكون عنه.
اعتقدوا أن ذاكرة الشعب قد ماتت، لكن المجتمع اليوم أكثر وعيا. لن تنطلي عليه محاولات الخداع أو الكذب الزائف. شعارات مثل الديمقراطية ودولة 56 لا تعني شيئًا بالنسبة لأولئك الذين خططوا لإنهاء دولة 56 ذاتها.
رغم محاولات تشكيل حكومة في المنفى والاستفادة من ذهب بنك السودان المهرب أو البحث عن تدخل دولي، فإن الشعب سيقاوم. فهو إلى جانب قواته المسلحة التي ترسم مسار الأهداف.
#السودان_معركه _الكرامة
#المشتركة_ فوق
#مورال_ فوق