مؤتمر هيئة علماء السودان بين تحديات محنة اليوم وفرص منحة المستقبل
أبشر رفاي يكتب رؤى متجددة
🌾 رؤى متجددة 🌾
✍️أبشر رفاي
مؤتمر هيئة علماء السودان بين تحديات محنة اليوم وفرص منحة المستقبل
👈تحت شعارها الفكري العميق ( دور العلماء في محنة اليوم ومنحة المستقبل ) ووسط حضورها النوعي الحاشد الأنيق ورعاية دكتور جبريل إبراهيم محمد وزير المالية والتخطيط الإقتصادي وإشراف وزير الشئون الدينية والأوقاف الدكتور عمر بخيت آدم . وتشريف رئيس الهيئة العالم المعروف البروفيسور محمد عثمان صالح …
عقدت هيئة علماء السودان في خواتيم الاسبوع المنصرم اهم اعمالها في إطار دعم جهود الإسناد الوطني لمعركة الكرامة ضد عملاء ومرتزقة الحرب الوجودية التي شنها ظلما وبهتانا وعلوا كبيرا المشروع الأجنبي البغيض وادواته على الوطن والدولة والمواطن وقيمه الدينية والإنسانية والسودانوية الأصيلة …
قدمت في المؤتمر خمس اوراق عمل مهمة للغاية أكدت في مجملها جدوى المؤتمر ونضوج رؤاه التحضيرية التي تجلت في صور الزمان والمكان والحضور والمحضر والإخراج ومسك الختام ..
قدمها علما افذاذ البروفيسور على عيسى عبد الرحمن وهو محاضرا ومديرا ومشرفا لعدد من مراكز البحوث والدراسات العلمية على مستويات مختلفة ورقته كانت حول المنظور الإستراتيجي لدور المؤسسات الدعوية في إسناد معارك الكرامة ، ثم ورقة الدكتور النور التوم الحربي الأمين العام لهيئة علماء السودان حول دور المؤسسات الدعوية في تحقيق التعايش ورتق النسيج المجتمعي .. ورقة حول هيئة علماء السودان جذور الاصالة ومسيرة العطاء إعداد وتقديم البروفيسور إبراهيم أحمد محمد الصادق الكاروري الأمين العام لهيئة علماء السودان السابق
ورقة حول التكييف الشرعي والفقهي والقانوني للمليشيا المتمردة إعداد الدكتور مصطفي عبد الله احمد خيري عضو هيئة علماء السودان أمانة الفتوى والبحوث .
ورقة حول إستراتيجية تعظيم حرمة الدماء إعداد الدكتور زهير عبد الرحمن بله عضو هيئة علماء السودان رئيس اللجنة العليا لتعظيم حرمة الدماء….
قدموا من خلال تلك الأوراق خلاصة علمهم وفكرهم وخبراتهم التي عظمت من شأن الأهداف والغايات العليا للمؤتمر وبتالي ( دور العلماء في محنة اليوم ومنحة المستقبل ) .
ثم إستكملت الأوراق بمبتدري نقاش من العيار الثقيل ومداخلات قيمة واسعة متنوعة شكلت قيمة مضافة لمادة الأوراق الأساسية .
التي قدمت هي الاخرى على طريقة فن التقديم حتى تتاح أكبر فرصة لمشاركة الحضور العلمي الفقهي الفكري الكبير مشاركة من باب نصف رأيك عند أختك وأخيك .
وزاوية البحث والتنقيب في فرص العصف الذهني وفي مدخرات الإدكار وتدابير التدبر ومكنونات الألباب و تكاليف السمع والأفئدة والبصر والبصيرة وكل أولئك كان عنه مسئولا ..
طبقا لمفهوم الجزء الاول من شعار المؤتمر ( دور العلماء في محنة اليوم ) وهي المصيبة التي وقعت كبيرة على رأس الوطن والمواطن والدولة والتي بلاشك كمصيبة مقارنة بوقعتها الأولى قد صغرت وفي طريقها للتلاشي تماما ، بفضل الله وصبر وثبات الشعب وقيادة الدولة الأسطوري ..
الذين تفهموا من اللحظة الاولى طبيعة الهجمة الإستعمارية المتجددة وكذلك مطلوبات معركة الكرامة بصورها المتعددة . ومن ثم الابتعاد الكامل والحذر الشديد تجاه التقاطعات الإنصرافية والنظرات الإنكفائية وسفاسف الامور والغفلات وكمائن الفتن والمهاترات السياسية المنصوبة بعناية وخبث شديد هنا وهناك وهنالك وقد حذرنا من سنين طويلة وفي مناسبات كثيرة من مخاطر هكذا أساليب وممارسات آخرها وليس اخيرها الشراك الثلاث التي نصبها صرقالي الفتنة والموامرة السياسية بعناية بساحة إعتصام القيادة العامة . شراك لا ترى بالعين السياسية المجردة ( شرك لإصطياد النظام السابق وشرك لضرب القوات المسلحة والمنظومة العسكرية والامنية من مكان قريب وشرك لإصطياد شركاء الحكم المحتملين ) .
واليوم قد تلاحظ بوضوح تام بأن صرقالي الشرك الثالث يتجول هنا وهناك وهنالك (يكج ويكجكج ) تارة لإصطياد القيادة وتارة مكونات الشعب واخرى الشركاء والأصدقاء الخلص ..
يضاف لتلك المحنة محنة اخرى بالغة الخطورة ، إذا لم يتم تداركها اليوم قبل الغد ستتكاثر وتتناسل المحن لأن اصل المشكلة مشكلة سياسية بحتة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي .
وهي فجوة ضبابية وسيولة ملف البيئة السياسية الوطنية المتفهمة بطبيعة الحال لماهي وهوية الحرب الوجودية وللإستحقاقات الأساسية والإستراتيجية لمعركة الكرامة بصورها وميادينها المختلفة ..
إن مسألة غياب أو تغييب أو خيبة دور حركة البيئة السياسية الداعمة لمعركة الكرامة ، ترتبت عليه أربع حقائق تقريبا ..
الحقيقية الأولي :-
معركة الكرامة في شقها العسكري وإسنادها الشعبي سعادة العلماء مكتملة تماما .
أما شقها السياسي والسياسي الإستراتيجي والتنظيمي غير واضح تماما لمصلحة من لا أحد يدري على وجه الدقة بعيدا عن سوء الظن والرجم بالغيب ونظرية المؤامرة والتآمر …
فالصحيح من وجهة نظرنا سعادة العلماء الاجلاء والدين النصيحة .
لطالما الجبهة المعادية تمتلك مرجعية فكرية ثقافية سياسية ممثلة في إتفاقها الإطاري سيئ الذكر مصدر الفتنة والحرب والتآمر ومرجعية سياسية تنظيمية ممثلة في قحت تقزم وآخرين من دونهم وعسكرية في المليشيا ولوجستية في دولة الإمارات ووكلائها الإقليميين ( ولوجستسياسية ) ممثلة في منظومة دول الترويكا ) ..
فلماذا لا تقابلها الجبهة الوطنية الاعرض والأغلبية الوطنية المطلقة بالداخل والخارج تقابلها بمشروع إتفاق وطني إطاري جامع معلن يعبر بحزم عن محددات مبادئ الشعب السوداني التاريخية المعروفة لكل الازمنة والتجارب والعهود .
الحقيقة الثانية :-
لماذا لا تشكل إلية وطنية جامعة مؤقتة في إطار إدارة معركة الكرامة بإبعادها السياسية والعسكرية والإقتصادية والدبلوماسية والإجتماعية والإنسانية والدستورية .
تكون من جميع مرجعيات وكليات وقطاعات الشعب السوداني الداعم لسيادة الوطن وسلامة الدولة ومكافحة التدخل والمشروع الأجنبي وادواته في شئون البلاد الداخلية دون إقصاء ..
الحقيقة الثالثة :-
في حال فشل القوى الوطنية تكوين الآلية أعلاه لعدة اسباب منها تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى بسبب المكاجرة السياسية التاريخية الحزبية الضيقة والشخصية الأضيق ومرضة القيادة والإمامة حتى في المصليات ووعثاء السفر.
فما المانع إذن أن يتولى المجلس السيادي ورئيسه سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن من منطلق مسئوليته التاريخية وواجباته الدستورية ومنها حسن إدارة الدولة وصون الوطن وحماية الشعب ضد مهددات الحرب الوجودية والمؤامرات والفتن المنظمة والممنهجة التي في غياب دور ملف البيئة السياسية ظلت تعربد ولم تدع مجال ومستو إلا وطالته واخيرها وليس آخرها الكلام المنسوب لمولانا عبد الحي يوسف ورد السيد القائد العام رئيس مجلس السيادة والحملة الإعلامية السياسية الغافلة والتكتيكية المسيسة المستغلة للمناسبة باحترافية وخبث شديد لإصطياد أكثر من هدف إستراتيجي بتوظيف ادوات زرع الفتن التقليدية والمحورة سياسيا وسط مكونات الجبهة الداخلية بكل عناصرها لتفجيرها وضربها من الداخل بثلاث نيران ، نيرانها ونار عدوها والنيران الصديقة ..
وكذلك من الخطط الخبيثة للمشروع الاجنبي اللعب على وتر نقاط ضعف وتقاطعات تركيبة الشعب السوداني الإجتماعية والسياسية وعلى الأطماع والإستطماع النخبوي وعلى إستغلال وتوظيف صراعات وتقاطعات وتركة النظام السابق بإعتبارها نقطة إرتكاز متقدمة للمشروع الأجنبي سلما وحربا لشن ومواصلة شن هجومه الظالم المظلم على الوطن والمواطن والدولة ..
نختم هذه الحقيقية بحقيقة رابعة في صورة نصيحة حارة سبق وأن تناولتها القيادية المعروفة دكتورة مريم الهندي في تسجيل صوتي مسجل .
نصيحة للسادة العلماء وعبرهم للسيد رئيس مجلس السيادة ولمجلس السيادة ضرورة عقد جلسة طارئة لمناقشة موضوع تدابير وترتيبات البيئة السياسية الوطنية الداعمة للوطن والمواطن والدولة والمكافحة لمخططات المشروع الأجنبي ..
أهمية هذا الأمر تأتي من باب إن مسألة ترتيب البيئة السياسية بكل شفافية وبشورى وديمقراطيةإستفتائية واسعة تتناسب وظروف البلاد التي يعلمها العالمين اجمعين ترتيبها من كل المرجعيات الوطنية دون دغمسة وإقصاء وأجندة داخلية مسبقة أو لاحقة لسد فراغ الفجوة الوطنية الخطيرة الآخدة في الإتساع وكذلك الإستغلال والتوظيف المدمر…
سدها يعني أن معركة الكرامة بموجب إستفتائية الشعب السوداني حيثما وكيف ما وجد قد أصبحت لها مرجعية شورية مدنية ديمقراطية إستفتائية مؤقتة لمعالجة موضوع الحرب والإنتقال والتحول الديمقراطي ..
على أن تتشكل الآلية الوطنية الإستفتائية المؤقتة الاعرض من نوعها في تاريخ البلاد الوطني تتشكل في دوائر متخصصة تحمل عن الدولة وقيادتها ومؤسساتها عبء المسؤوليات السياسية الوطنية المدنية الإستراتيجية الإطارية والموجهة بموجب ميثاقها وإتفاقها الوطني الإطاري .. وكذلك التصدي لصور الإستهدافات والإستفزازات السياسية والمسيسة وأنماط المؤامرات السياسية والفتن الإجتماعية .
وقفل باب التحدث والمتاجرة بإسم الشعب السوداني ومكتسباته من بينها ثورة ١٩ ديسمبر وإسناد معركة الكرامة بالداخل والخارج ، قفلها بالضبة والمفتاح .. .
وللحديث بقية بإذن الله في وقت لاحق حول الجزء الثاني من شعار مؤتمر هيئة علماء السودان ( دور العلماء في منحة المستقبل لبناء وطن مقتدر يسع الجميع بالحق والحقيقة ..
التي قدمنا حولها رؤوس مواضيع في شكل مرتكزات وإضاءات فكرية سياسية إستراتيجية حضارية إنسانية مهمة للغاية جعلت عدد كبير جدا من العلماء الكرام وبتواضع مشهود يطوقون عنقنا بجميل الثناء والإشادة وتبادل الهواتف وتقديم الدعوات لإلقاء المحاضرات ..
التحية لهم جميعا ….