آراء ومقالات

دكتور محمود عبد الجبار يكتب : زرت الجزيرة بعد التحرير نجاة وفد مسار الوسط

الموكب نيوز

زرت الجزيرة بعد التحرير
نجاة وفد مسار الوسط.
محمود عبد الجبار .
قمنا في وفد رفيع المستوى لقيادات مسار الوسط إلى ولايات الوسط وهي ولاية الجزيرة وولاية سنار و ولاية النيل الابيض .
الوفد يضم الفريق دكتور علي عمر الشريف الهندي نائب رئيس مسار الوسط والسيد على بابكر حامد رئيس مسار الوسط بولاية الجزيرة والسيد علي الزبير رئس مسار الوسط بولاية النيل الابيض والسيد محمد توم عبد النبي نائب رئيس مسار الوسط بولاية سنار والسيد عبد الباقي موسى الفكي مسئول الشؤون الإنسانية بالمسار والسيد صديق يوسف الأمين مسئول الطلاب والشباب بالمسار و شخصي الضعيف .
بالفعل بدأت زيارتنا لولاية الجزيرة من منطقة الخياري للتعزية في الشهيد خالد الضوء وولده عليهما رحمة الله وتقبلهم في اعلى الجنان .
تحركنا من الخياري لموعد كان متفق عليه مع السيد والي ولاية الجزيرة في تمام الساعة التاسعة صباحاً وهناك ألتقينا بالسيد رئيس مسار الوسط السيد التوم هجو وكنا مرتبين زيارة إلى القرى المحررة من ولاية الجزيرة خصوصاً مناطق ابوقوتة وسرحان وغيرها من القرى بالفعل تحركنا من مدني بعد لقاء الوالي إلى مدينة ابراهيم عبد الله وهناك صلينا الظهر والعصر معا وسلمنا على السيد حافظ ابراهيم ثم إلى المناقل كان الترتيب والتنسيق في هذا التطواف موكل إلى السيد محمد علي يعقوب الأمين العام لمسار الوسط وفجأة ودون أي مقدمات يطلب السيد التوم هجو من محمد علي يعقوب ان يترك التحرك والتنسيق للمدعو غاندي ابراهيم وتحركنا من المناقل متجهين إلى سرحان في طريق ترابي وعرة عندما وصلنا إلى مدينة الهدي اختفت منا سيارات الوفد التي تقل التوم هجو ومن معه وبعض السيارات المرافقة ونحن سيارتينا كنا نبحث عن وقود في الهدى .
اتصل الاخ محمد علي يعقوب على غاندي ليخبره طريق المسير الصحيح لكن الحدث أنه اوصف لنا طريقاً عبر قرية هببنا وأمرنا بالاتجاه غربا .
كان غادي يبعدنا عن الطريق الصحيحة الآمنة بل كان يدفع بنا نحو اماكن تواجد المليشيا ونحن ليست لدينا أي معرفة بالطريق ولا بالقرى في هذه المنطقة فوجدنا أنفسنا على مقربة من مدينة القطينة حيث توجد المليشيا وكان من يقود السيارة هو الشريف علي عمر الشريف فرأى بام عينه الشارع القومي الذي يربط بين الخرطوم وربك فعرفنا أنه تم بيع وفد مسار الوسط القادم من بورتسودان تم الاتصال مرة أخرى من محمد علي يعقوب على غاندي وقال له أين أنتم فقال له انتظرونا هنا في مكانكم فقال لنا الدكتورعلي عمر الشريف لا يتصل احد على غاندي مرة أخرى ونسأل من طريق سرحان ونمشي وبالفعل عزمنا على ذلك وبحمد بالله نجونا من القتل أو الأسر .
بالفعل وصلنا سرحان ووجدنا مجموعة شيخ التوم هجو غاندي قبلنا بدقائق الناس مشغولة بالسلام على الأمير الطيب الإمام جودة أمير النفيدية وكان الوقت قبيل المغرب وكان الطيب الإمام جودة يعاتب الوفد بعدم أخطاره بقدوم الوفد إلى قبل الوصول بربع ساعة فقط هنا دب الشك في قلوبنا من أن غاندي يريد أن يسلمنا إلى الجنجويد.
المفروض اننا متعبين من السفر ويجب انا ناخذ قسطا من الراحة في سرحان لكن تفاجأنا أن غاندي مصر على مواصلة السفر الى ابوقوتة مع أن المغرب داهمنا ويبقى السفر ليلا في طرق غاية في الوعورة انا شخصياً تيقنت أن الرجل يريد أن يلتقي بنا إلى التهلكة وقلت للناس انا لن اسافر معكم سوف أبقى في سرحان مع الأمير الطيب جودة و همست لبعض أعضاء وفدنا في آذانهم أن هذا كمين في النهاية استقر رأي الجميع على المبيت في سرحان قام الأمير الطيب جودة باكرام الوفد بكرم فياض شبيه بكرم حاتم الطائي وأصبحت الدنيا علينا و شرىنا الشاي بالزلابية والقهوة وتحرك الوفد إلى ابوقوتة في طريق صعب وقاسية جدا استهلكنا من الزمن أكثر من ثلاثة ساعات ووصلنا إلى مدينة ابقوتة المحررة حديثاً والناس مبتهجة وفرحة بالنصر والتحرير النساء يزغردنا ويهتفنا جيش واحدا شعب واحد والرجال يكبروا ويهللوا راسمين لوحة زاهية من التلاحم والتناصر وكان غاندي يصر على أن يسوق الوفد إلى قريته اللويبدة .
فجأة نكتشف أن هذه القرية خارج الصندوق بمعني أنها اي هذه القرية غير آمنة وكان فيها قبل يوم واحد هجوم من المليشيا ونكتشف مرة أخرى أن غاندي لم يكن منسق مع قيادة المتحرك وغير منسق مع الاستخبارات بل وليس لأي أحد علم بالوفد ولا بقدومه ولا خارطة سيره ولا حتى قيادة المقاومة الشعبية لها مجرد علم فقام قائد متحرك تحرير ابفوتة بمنع الوفد من السفر الى قرية اللويبدة و أنها غير آمنة وممكن أن يتعرض الوفد للقنل أو الأسر .
عندما منع قائد متحرك تحرير ابفوتة العقيد مرتضى قرشي وقائد المقاومة الشعبية دكتور اسامة عثمان منعونا من الذهاب الى قرية غاندي التي هي خارج صندوق الامان عرفنا أن التحرك ليلا دون العلم والتنسيق مع قيادات متحركات الجيش والمقاومة الشعبية في المنطقة عرض للنيران من قبل المليشيا أو من قبل طيران الجيش الذي يعتبر اي تحرك بسيارات أو مواتر ليلا هدفاً عسكريا .
يعني لو نجونا من نيران المليشيا لن تنجو من نيران طيران الجيش .
وقتها تيقن الجميع أن هناك أمر يدبر بليل ضد هذا الوفد وانه اي غاندي عرض حياة كل الوفد والمرافقين للخطر هذا رأي الذين يحسنون الظن بهذا الغاندي أما أنا فتيقنت أن الرجل أراد أن يحقق للمليشيا نصر عجزت أن تحققه في ميدان المعركة بقتل أعضاء هذا الوفد أو أسرهم .
كونه لم يتصل في البداية على الطيب الإمام جودة وكان بإمكانه أن يفعل لأن مدني و المناقل بها شبكة اتصالات انترنت وان سرحان و ابقوتة وسليم مقر قيادة المتحرك بها جهاز استارلنك يعني لو أراد أن ينسق ويتصل على هذه الجهات لفعل لكنه لم يفعل بترتيب وإصرار مسبق ليحقق للمليشيا في ظل انكسارها نصر كبير لكن الله سلم.
انا عن نفسي بدأت اربط الامور والخيوط ببعضها البعض
اولا كنت أعرف أن غاندي ابراهيم كان صديق للمتمرد انس ابو وهو ضابط جيش انشق والتحق بالمليشيا وأيضاً كان صديق للمتمرد علي دهب عندما كان ساكن في حلتنا امبدة الحارة 17 وأنه متواصل معهما بالمسنجر وهما الذيان كان يمدانه بأخبار الحلة من استنفر مع المليشيا .من الذي لم يستمفر .
وعندما كتب عني مقال اتهم فيه ابنائي بانهم مع الجنجويد كان هدفه إسكات صوتي في تلفزيون السودان صوتي الذي ظل مرعبا للمليشيا وفاضحا ومبينا لانتهاكاتهم وفظائعهم.التي ارتكبوها بحق الشعب السوداني .
فالنفرض أن ابنائي كانوا مع المليشيا فما ذنبي أنا ؟ هل انا كنت داعم للمليشيا ام كنت خصماً لها لكنه توجيه من المليشيا بضرورة أن يصمت محمود عبد الجبار عبر شاشة تلفزيون السودان مع أن كلامه كذب محض فليس لي ولد مع المليشيا .
أيضا تابعت ما يكتبه عن سير المعارك وأنه يركز على ثلاثة أمور الأمر الأول أنه كان دوماً يكتب عن اللواء سامي الطيب قائد الفرقة 18 مشاة بالنيل الابيض يركز على اتهامه بالتقاعس والتراخي خصوصاً حول ارتكاز الاعوج ويريد بأي ثمن أن يتحرك هذا الارتكاز بحجة حماية بعض الأهالي في بعض القرى شمال ارتكاز الاعوج لكن الهدف الحقيقي هو احداث ثغرة لتتمكن المليشيا من اجتياح مدينة الدويم من ثمة السيطرة على كل الولاية و فتح طريق إمداد المليشيا مع دولة جنوب السودان.
الأمر الثاني حديثه باستمرار عن ارتكاز الخياري ويقوم باتهام وتخوين قيادة الشرقية بالخيانة والتقاعس وكان هدفه ان يفتح ثغرة في هذا الارتكاز حتى تتمكن المليشيا من السيطرة على مدينه الفاو من ثم الدخول الى القضارف و كسلا وبورتسودان.
الأمر الثالث أنه اي غاندي كان يركز ذكر تمدد المليشيا في أي منطقة ويهول من فعلها وبطشها ليخيف الناس ويزرع الهلع والخوف في نفوس المواطنين تمهيد للنزوح وعدم المقاومة .
نواصل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى