آراء ومقالاتاخباراخبار محلية

دكتور محمود عبد الجبار يكتب : المدارس والتعليم وذبح العدالة الاجتماعية

الموكب نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم
الاربعاء 19 نوفمبر 2025
المدارس والتعليم وذبح العدالة الاجتماعية.
محمود عبد الجبار
من خلال زيارتي إلى ولايات الوسط بداية من ولاية الجزيرة مروراً بولاية سنار وختاماً بولاية النيل الابيض توفرت لدي معلومات وقناعات في كثير من القضايا الي تبلورت عندي فكرة تأليف كتاب عن الوسط السوداني معاناته وتحدياته وسبل الخروج من حالة البؤس والحرمان والسوء الذي يلف جغرافيا وديمغرافيا الوسط الذي يعيش فيه انسان بسيط معطاء يصر على الحياة رقم صعوبة الحصول على معيناتها اي الحياة .
اليوم في ربك حاضرة ولاية النيل الابيض الصباح رأيت الطلاب الصغار يرتدون الزي المدرسي وهم ذاهبون إلى المدارس فسألت بعض الناس هل المدارس عندكم تعمل ؟ المدارس مفتوحة والدراسة متواصلة ؟ فاجاب كل من سألته بنعم لكن فقط المدارس الخاصة أما مدارس الدولة اي المدارس حكومية العامة مغلقة مقفولة .
من زمن بعيد وانا احاول أن اتناول موضوع التعليم بشيء من التحليل والتفصيل .
لدي موقف معلن ضد التعليم الخاص بشكل عام وعلى مرحلة الأساس وقبل الجامعي على وجه الخصوص هذا في ظل فتح المدارس بشكل عام فما بالك عندما تفتح فقط المدارس الخاصة دون العامة ..
الدولة اي دولة واجبها السعي لاكتشاف الموهوبين والمبدعين والمتميزين وتوليهم رعاية وعناية خاصة تأهيلا وتطويرا لأنهم سوف يكونون القادة في المجالات المختلفة للبلاد لأن الدول لا تنهض إلا المتميزين والموهوبين والمبدعين أصحاب الذكاء الفطري وهذا يكون منذ بداية المراحل التعليمية من مرحلة الأساس .
طبعا الله جلا في علاه خلق الناس يتفاوتون في العقل وفي التفكير وطرائقه والتحمل والصبر وميادينه في قدراتهم ومهاراتهم هذا غير المهارات والقدرات المكتسبة التي تضاف إلى المهارات والقدرات الطبيعية والموهبة الإلهية التي في الأصل غير مرتبطة بعرق ولا مكان ولا جهة ولا لون هكذا حكمة الله اقتضت أن تجد في الأسرة الواحدة المتفوق والمتوسط في التفوق والضعيف وكذالك في القبيلة وفي المنطقة وفي وسط الأغنياء والفقراء.
لذلك حتى تكتشف الدولة المتفوق المبدع الموهوب المتميز من بين آلاف الطلاب لابد من إتاحة فرصة التعليم للجميع حتى يتساوي الجميع في التحصيل والكسب الفقير والمتوسط والغني فهذا يحتم أن يكون التعليم إلزامي وبالضرورة يكون مجان كي تتم المنافسة الشريفة ويبرز التفوق والتميز والإبداع.
في حال وجود تعليم خاص وآخر حكومي من البداية الأغنياء والمقتدرين يدفعون ابنائهم المدارس الخاصة حيث الرعاية والاهتمام حسب قيمة ما يدفعه الآباء ويبقى أبناء الفقراء في المدارس الحكومية حيث التسيب والاهمال وتجد المدارس الخاصة اختطفت المعلمين المميزين وهذا يقود إلى اختلال في التقدم والتدرج في التعليم فيصعد أصحاب الأموال على حساب أبناء الفقراء ويتصدر القيادة الاغبياء أو انصاف الاذكياء للمواقع القيادية ويحرم الفقراء من الحصول على التعليم الصحيح ويكونوا محرومين في أنفسهم ومحروم المجتمع من قدراتهم و موهبتهم ويضعف أداء الدولة وتنحدر الحضارة وتنهار القيم الدول المتقدمة بعد تؤهل المتفوقين والمتميزين فيها تستجلب المتفوقين والموهوبين والمبدعين من كل أنحاء العالم حتى تحافظ على التفوق الحضاري والتقدم في كافة المجالات.
لا يتحدث أحد عن عدالة اجتماعية وتكافؤ فرص ومنافسة شريفة في ظل وجود تعليم خاص .
لا يفوتنا الحديث في التعليم عن المناهج الدراسيه وعن البيئة المدرسية وعن الكادر التربوي التعليمي وعن الطالب المثالي .
إذا أردنا أن ننشيء عدالة اجتماعية ومجتمع خالي الأحقاد الطبقية وصناعة رجال دولة دون غبن واشكالات فعلينا أن نتخذ قرار بمنع وتحريم التعليم الخاص من مرسلة الأساس وحتى التعليم ما قبل الجامعي
لا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب العلم فريضة فالتعليم ليس حق للجميع فحسب بل هو فريضة من فرائض الله التي يجب أن تؤدي وان عجز الفرد عن أدائها لفقر أو عوز وجب على الجماعة اي الدولة أن تعينه على التمكن من ادائها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى