آراء ومقالات

عبير نبيل محمد تكتب : شهر رمضان وداع لكل الاحزان

الموكب نيوز

شهرُ رمضانَ وَدَاعٌ لكلِّ الأحزانِ

تَتَسَرَّبُ الأحزانُ وكأنَّها سُوَيْعَةٌ من عمرِ الزمانِ، وعامٌ تلوَ الآخرِ، وكم من الأحزانِ تندثِرُ تحتَ الترابِ…
حربٌ أَنهَكَتْ كلَّ ما بداخلِنا، فقدْنَا ما فقدْنَا، والحُزنُ يُمَزِّقُ الأوصالَ.
لنا فيها دروسٌ ومواقفُ تعلَّمنا منها، كم أنتَ عزيزٌ يا وَطني! كم تُرابُكَ غالٍ، ثمينٌ، عزٌّ لأرضِكَ وعِرضِكَ وتاريخِكَ، ما يُشَكِّلُ هُوِيَّةَ ابنِ الوطنِ.
والأعوامُ التي تَليها أعوامٌ، مجرَّدُ أرقامٍ من عمرِ الزمانِ، وهنا نَقِفُ عندَ شهرٍ كانَ بدايةَ قصَّةِ حربٍ اختلطَ تُرابُكَ بدماءِ أبنائِكَ، وأصبحَ رمزًا على أنَّنا لن نفرِّطَ في شِبرٍ منك، مهما كانَ الثَّمنُ، فكلُّها مهرٌ قليلٌ من أجلِكَ يا سُودانُ.
شهرُ رمضانَ، شهرُ المعاركِ والانتصاراتِ، فمن قدوتُنا رسولُ اللهِ ﷺ إلى آخرِ الزمانِ، نَعلَمُ أنَّكَ شهرٌ بألفِ شهرٍ، وقد حَلَلْتَ علينا ببُشْرَيَاتِ النصرِ، تَحفُّنَا فَرَحًا رغمَ ما قاسينَا من أحزانٍ، ومهما كانتِ الأعوامُ مريرةً، لنا عامٌ بألفِ عامٍ.
إلى كلِّ وطنيٍّ، من القائدِ العامِّ للقوَّاتِ المسلَّحةِ إلى أصغرِ طفلٍ رضيعٍ، كلُّ عامٍ والخيرُ لأهلِ الخيرِ وَافِرٌ.
كلُّ عامٍ رمضانُ لنا حافلٌ بالنصرِ والسَّلامِ.
كلُّ عامٍ وجراحُنا تَتَلاشَى.
وكلُّ عامٍ نَنهَضُ بعزيمةٍ من أجلِكَ يا سُودانُ.
كلُّ عامٍ ولن تَفْتَرِقَ أُمَّةُ الأمجادِ والماضي العريقِ.
كلُّ عامٍ نحنُ جُنُودُكَ يا وطنُ، نُقسِمُ أن نحميَكَ من كلِّ خائنٍ وعميلٍ.
لن نَتَهَاوَنَ في شِبرٍ واحدٍ من تُرابِكَ.
كلُّ عامٍ وحدَتُنا هُوِيَّتُنا، وكلُّ عامٍ نَصُونُ عزَّتَنا وكِبرياءَ الوطنِ.
ولن تَنحنيَ أُمَّةُ السُّودانِ ما دامَ الصَّغيرُ صَغيرًا يُلقَّبُ بأسدِ الأبطالِ.
لِنَجْعَلْ شهرَ رمضانَ شهرَ الخيرِ والإحسانِ، شهرًا أُنزِلَ فيه القرآنُ، بدايةً لوطنِي الجديدِ، وطنٍ يجمعُنا سَويًّا، من شمالِنا الحبيبِ إلى شرقِنا الجميلِ، إلى غربِنا الحَنِينِ وجنوبِنا العزيزِ.
كلُّنا أبناءُ أفريقيا، مَهدُ الحضارةِ والتاريخِ العريقِ، لِنُصنِعَ تاريخًا يُلَقِّنُ الأعداءَ درسًا، ونُوحِّدَ كلمتَنا، ونَصطَفَّ كَبُنيانٍ مَرصوصٍ، ونُعِدَّ العدَّةَ للبناءِ، لأنَّ المحبَّةَ والسَّلامَ يَبنيانِ ولا يَهدِمانِ.
لِنَجْعَلَ العدلَ ميزانًا يحكمُ، وَوَدَاعًا لِظُلمٍ جَعَلَ النُّفُوسَ تُعانِي، وَمَرْحَبًا بِنُورِكَ يا رمضانُ، وما أجملَ نورَكَ!
رمضانُ كريمٌ، وكلُّ عامٍ وأُمَّةُ السُّودانِ والإسلامِ بألفِ خيرٍ، سَلامٌ وأمانٌ، فالعدلُ ميزانٌ.
بقلم: عبير نبيل محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى