
—
جدو عشر.. نور الأمل وغضب النار
من قلب الصحراء نهضنا رجالًا، لا نخشـى إلا الله، ومن صلابتها استمددنا عزيمتنا، فقلبنا موازين المعركة، ووقفنا كالجـبال الراسـخة، لا تـزعزعنا الـرياح، ولا يـثني عزيمتنا إلا أمر الله.
هنا، حيث العدل يُضاهي الظلم الذي تجرعناه عبر عقود، وحيث جعلنا من قسوة الأيام منبرًا للمساواة، نرفع راية الإنصاف ونذود عن الحق بلا تردد.
أسد الصحراء.. قائد لا يُقهر
حين تعجز الكلمات، تقف الحروف إجلالًا، وحين ينحني الجبابرة، يبقى أسدُ الأسود واقفًا، قائدًا للأبطال، شامخًا لا تلين له عزيمة.
تعتذرُ الحروفُ وقفةَ إجلالٍ
أسدُ الأسودِ وقائدُ الأبطالِ
حيّاكَ ربي أينما كُنتَ
كاسرُ القيودِ وساحقُ الأندالِ
وقفَ الفقيهُ حائرًا لا يُبالي
مدحَ الأسودُ معشرَ الأبطالِ
عجزت حروفي عن كتابةِ سطرٍ
فوقفَ اليراعُ لعظمةِ الأبطالِ
سعادة اللواء فضل إسحق عشر
الملقب بـ جدو عشر، قائد القوات المشتركة بقطاع الشرق، لم يكن مجرد مقاتلٍ في الميدان، بل رمزًا للصمود، قائدًا حفر اسمه بحروفٍ من نور في سجل الانتصارات.
كما قال نبي الله يوسف لوالده: “يا أبتِ إني رأيتُ أحدَ عشرَ كوكبًا والشمسَ والقمرَ رأيتهم لي ساجدين” (يوسف: 4). فإن الرقم أحد عشر ليس مجرد عدد، بل بداية سلسلة انتصارات يكتبها التاريخ في معركةٍ لم تعد مجرد معركة كرامة، بل مواجهة باركتها السماء والأرض، تؤكدها البشريات القادمة.
عزيمة لا تلين.. وقيادة لا تُهزم
رجلٌ لا يعرف الكلل، يحمل حلمًا بأن يكون الوطن للجميع، يرى في كل بيت بيتَه، وفي كل جرح جُرحَه. رغم الألم، كانت انتصاراته في الميدان الدواء الشافي للقلوب الجريحة.
لقد قلب كل موازين الكون، وصنع جاذبيةً خاصة بمعركةٍ لا تُهزم، وبكل شجاعةٍ وعزيمة، جعل المستحيل حقيقة، ونقش النصر وسط ظروفٍ قاسية، متجاوزًا الألم الشخصي، ومتقدمًا بصلابةٍ نحو النصر.
استراتيجية الانتصار.. وحكمة القيادة
لم يكن النصر وليد الصدفة، بل نتيجة لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، ووحدة الصفوف، ورفع راية الوطن فوق الجميع، بيقينٍ أن أوجاع الحرب ستمضي، ولن ننحني أمامها أبدًا. داخل كل فردٍ منا قوةٌ وإيمانٌ وعزيمة، يدفعنا يقينٌ عميق بعدالة قضيتنا، ويقودنا قادةٌ قادرون على كسر المستحيل.
نحو مستقبلٍ مُشرق
ما نعيشه اليوم ليس مجرد صراعٍ عابر، بل معركةٌ لصياغة مستقبلٍ جديدٍ للسودان، حيث العدل والمساواة نورٌ يُبدد ظلام الظلم، وحيث الأمل لا ينطفئ أبدًا. فمع وجود قادةٍ أشداء، ستظل شموع السودان مضيئة، مهما تكاثفت الغيوم.
سلامٌ وأمانٌ.. فالعدل ميزان
بقلم / عبير نبيل محمد



