آراء ومقالات

محجوب الشنبلي: رجلٌ صاغ تاريخه بأفعال لا كلمات

محجوب الشنبلي: رجلٌ صاغ تاريخه بأفعال لا كلمات

محجوب الشنبلي: رجلٌ صاغ تاريخه بأفعال لا كلمات

الموكب نيوز : منازل نمر

في عالم يتحدث فيه الكثيرون عن الأبطال، ولكن القليل منهم يبادرون إلى العمل من أجل وطنهم، يبرز اسم محجوب دليل الشنبلي كأحد الرجال الذين اختاروا أن يكونوا هم الفعل، لا القول. إذا كان التاريخ يكتب بالحروف، فإنه يكتب أيضًا بالأقدام التي تمشي في الميدان، وبالأيد التي تمسك بالسلاح، وبالقلوب التي تخفق بحب الوطن. محجوب الشنبلي كان تاريخًا مكتوبًا بأفعاله، ولم يكن بحاجة للكلمات ليعرفه الناس.

في قلب المعركة، حيث لا مكان للمترددين

في زمن يتسلل فيه الخوف إلى القلوب، ويبتعد فيه الكثيرون عن ساحات القتال، كان محجوب الشنبلي هو من قرر أن يكون في المقدمة، حيث لا مكان إلا للذين يحملون بلادهم في قلوبهم. لم يكن من النوع الذي يراقب الأحداث عن بعد، بل كان يشارك فيها بكل كيانه. لم يكتفِ بالتبرع أو بالدعم المالي فحسب، بل أصبح جزءًا من الميدان، حيث أُطلقت الرصاصات، وحيث سقطت الأرواح فداءً للوطن.

كانت الإصابة التي لحقت به في معركة تأكيدًا على أنه لم يكن مجرد رجل أعمال يملك الثروة، بل كان رجل وطن لا يتردد في التضحية بكل شيء من أجل أن يبقى هذا الوطن حيًا قويًا.

الشباب: الجيش الذي لا يراه الساسة

يؤمن محجوب الشنبلي أن الشباب هم العمود الفقري لكل نهضة حقيقية. هو لا ينظر إليهم فقط كقوة فاعلة في المعركة العسكرية، بل كقوة فكرية حقيقية لبناء مستقبل الوطن. لذا كان دائمًا يدعو إلى ضرورة إعدادهم، تدريبهم، وتجهيزهم ليكونوا قادة في كل المجالات، لا فقط في ميادين القتال.

في نظره، ليست القوى العسكرية فقط هي من تحمي الوطن، بل الجيش الفكري الذي يقوده شباب مؤهلون يفهمون أين تذهب بلادهم وكيف يقودونها إلى المستقبل.

الفساد: العدو الذي ينخر في كل شيء

في الوقت الذي كانت الحروب تُخاض على الأرض، كان الفساد في نظر الشنبلي حربًا من نوع آخر، معركة خفية، تقتل المواطن قبل أن تقتل الدولة. لهذا كان دائمًا في مقدمة من نادى بضرورة القضاء على هذه الآفة، بل وكان مؤمنًا تمامًا أن المفوضية الحقيقية لمكافحة الفساد هي الطريق الوحيد لضمان مستقبل خالٍ من الهدر.

السياسيون والجنود: من يتصدر صفوف الشرف؟

في مشهد متناقض، حيث يُكرّم السياسيون وتتجاهل التضحيات الحقيقية للجنود، كان محجوب الشنبلي يرى أن الجنود الذين يضحون بأرواحهم يوميًا يستحقون أكثر من مجرد كلمات شكر. بينما ينعم السياسيون بالامتيازات، لا بد أن يُنصف العسكريون الذين يقفون في وجه الرياح العاتية.

في كل مرة كان يكرر: “الجنود هم من يصنعون الأمان في الوطن، فلنكن نحن من يمنحهم الأمان في حياتهم.”

صمت الأبطال يُسمع بأفعالهم

محجوب الشنبلي لم يكن يبحث عن الأضواء، بل كان يعمل في الظل، لأنه كان يعلم أن الأبطال الحقيقيين لا يحتاجون إلى تصفيق ليواصلوا العمل، بل يحتاجون إلى حب الأرض التي يقفون عليها.

في النهاية، إذا أردنا أن نتحدث عن محجوب الشنبلي، فنحن لا نتحدث عن رجل أعمال ناجح فقط، بل عن رجل جعل من أفعاله، وطنه، وأمجاده ميدانًا مفتوحًا أمام الجميع ليشاهدوا كيف يمكن أن يكون الوطن أسمى من كل شيء.

محجوب الشنبلي ليس مجرد اسم، بل هو تاريخ مكتوب بأفعال لا كلمات، وأسطورة حيّة في قلوبنا لا يمكن أن تُنسي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى