عبير نبيل محمد تكتب :السودان لايركع فمن يعيد الميزان؟

السودان لا يركع… فمن يُعيد الميزان؟”
بقلم: عبير نبيل محمد
الم نكتفِ بعد من الدروس والعِبر؟
ألم ندرك أن لا خير في من باعونا؟
قلنا إننا شعب واحد، فهل نكذب على أنفسنا؟
الوحدة قوة، والحرب جاءت لأننا نسينا العدل…
قسونا على الضعيف، وهمشنا المظلوم، وتمادينا في صمتنا حتى صارت الدماء نداء.
اليوم لا مكان للخوف…
جُعنا، فُجعنا، تشردنا، وأُسر أحبابنا، وانتهكت الحُرمات، وحُرقت القرى…
فهل ضاع الوطن؟
أم أن فينا نبضاً ما زال يقاوم؟
العدالة ليست شعاراً، بل سيف يُشهَر في وجه الباطل، فهل من يشهره؟
سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن – رئيس مجلس السيادة الانتقالي
نعلم أن الحمل ثقيل، وأن النار تحت أقدامنا…
لكننا لا نرجو رحمة غير رحمة الله، ولا نطلب سوى ميزان عدل يُعيد التوازن.
حضارة أمة بأكملها اليوم بين يديكم، فكونوا كما عهدناكم…
حلماء في الحكم، أشداء في الميدان، سيوف الحق حين تنكسر السيوف.
سعادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي – عضو مجلس السيادة
نراك صامتًا أحيانًا، لكن خلف الصمت نار لا تخبو…
ننتظر منكم صوت الحسم… صوت الوطن الذي لا يهادن الخيانة.
اضرب بقبضة من حديد على كل من باعوا دماء الشهداء مقابل مناصب خاوية،
ليس اليوم وقت المجاملة ولا التسويات،
اليوم وقت الرجال، وأنت أحد أعمدتهم.
سعادة الفريق أول ركن ياسر العطا – عضو مجلس السيادة
يا من كنت صوت العقل في زمن الغضب،
وحكمة الصبر حين فاض الحزن…
لك منا سلام بحجم صبرك، وهيبة بحجم حكمتك.
نثق أنك ترى ما لا نراه، وتعلم أن النار لا تُطفأ بالماء البارد.
أنتم عين الوطن الساهرة، سيفه الحاد، وحكمته الراسخة…
أين كفّة الميزان في المناطق المحرّرة؟
وإلى متى يظل الشعب في دائرة التيه؟
نثق أن في صدركم نار لن تقبل الظلم، وأنكم لن تصمتوا على جرح ما زال ينزف.
فالعدل في يديك سيف، إن أُشهِر عاد الوطن…
وإن أُهمل ضاع ما تبقى من الحلم.
نحن لسنا في حرب حدود…
بل في معركة وجود…
إما نكون أو لا نكون.
لا تسويات بعد اليوم… ولا تهاون مع كل من باع دم الشهيد بثمن بخس.
قفوا…
لا لدفن الرؤوس تحت التراب…
نحن أحفاد الملوك، حضارة ما قبل الميلاد، أصل البشرية…
لا نركع إلا لله، ولا نستسلم إلا للعدل.
هنا لا أتحدث عن الصمغ العربي والذهب والمعادن فقط…
بل عن الأرض التي أنجبت الأنبياء والشهداء،
عن السودان… أرض العزة، وأرض الإسلام.
نحن لا نطلب النصر…
نحن ننتزعه، ننتزعه من بين أنياب الغدر والوجع.
وجع الأم التي تُودّع ابنها،
ووجع الأب الذي يرى العرض يُهتك،
وصرخة الطفلة التي لم تعرف من الدنيا سوى النار!
قُرى حُرقت، وأخرى دُفن أهلها أحياء…
إن لم يُرد الله لنا النصر، لما صبرنا هذا الصبر.
وإن أراد لنا الحياة، فأنتم سيوفه التي لا تصدأ.
وإلى كل من خان… نقول: ما عاد في الوطن مكان للخونة، ما عاد في صدورنا سوى نيران الغضب، وجمر العزيمة… ما ذاقه الشعب من ألم، ستذوقونه مضاعفًا بإذن الله. من لا يرحم، لا يُرحم
“السودان لا يركع… فمن يُعيد الميزان؟”
أنتم ميزانه يا قادته… أنتم أمل الأمة حين يُظلم النور.
كونوا كما عهدناكم…
قادة لا يلينون…
أسود لا تُروّض…
أمل وطن ينتظر القيامة من تحت الركام.
النصر لنا بإذن الله…
سلام وأمان… فالعدل ميزان وإن طال الزمان.



