آراء ومقالات

“البرهان لم يقطع العلاقة فقط، بل قطع الحبل السُرّي الذي كان يربط الخراب بقلب هذا الوطن”

“البرهان لم يقطع العلاقة فقط، بل قطع الحبل السُرّي الذي كان يربط الخراب بقلب هذا الوطن”

الموكب نيوز : منازل نمر


حين قطع البرهان العلاقه مع الإمارات في زمنٍ تتخفى فيه الخيانة خلف الألقاب، وتُغلف النوايا السوداء بورق المجاملة والتمويل، جاء القرار الذي انتظرته الأرض قبل البشر، والكرامة قبل العَلَم.قرار لم يُكتب بالحبر، بل بالوجع.
لم يُولد في المكاتب، بل من رحم الميدان، ومن ذاكرة وطن علق كثيرًا في مشانق الصمت.
الفريق أول عبد الفتاح البرهان لم يقطع العلاقة فقط…
بل قطع الحبل السُرّي الذي كان يربط الخراب بقلب هذا الوطن.
قرار لم يكن سياسيًا… بل نداء حياة
فبعض العلاقات لم تكن يومًا شراكة، بل كانت تغذية يومية للفتنة، وتمويلًا دائمًا للخراب، وهمسًا خبيثًا في آذان الخونة.
قرار لا يشبه بيانات السياسة، بل يشبه نبض أم شهيد، وصوت طفل نازح، ودمعة وطن ظل يختنق تحت قُبعة الابتسامات المسمومة.
نحن لا نغلق الأبواب عبثًا، بل لأننا نعلم من أين يأتي الدخان، ومن يغذي النار في الخفاء.
هذا القرار… بداية شفاء ، ما حدث لم يكن مجرد “مراجعة للعلاقات”، بل عملية جراحية معقدة، استأصلت ورمًا ناعم اللسان، خبيث النوايا.
وراء الأبواب الموصدة، كانت تُدار معارك بلا علم الوطن، كانت الأموال تتدفق بلا رائحة، والخطط تُرسم بلا خجل.
فجاء القرار ليعلن”كفى عبثًا،السودان ليس مرتعًا، ولن يكون دمية في يد من يدفع أكثر ”
لأن من تم قطع العلاقة معه، لم يكن مجرد شريك… بل متورط، متخفٍّ، مُتدخِّل، يُنفق في الحرب أكثر مما يُنفق في الحياة، ويحضن كل ما يعادي السودان من المليشيات، والعملاء، وتُجّار الدم.
لأننا كنا نُطعَم بخبزٍ مسموم، ويُقال لنا: “اشكروا من يُنقذكم من الجوع!”
بينما الحقيقة تقول: هو من جلب الجوع، ليبيعكم بُقجة الخلاص.
البرهان لم يتأخر… بل انتظر اللحظة الناضجة لأن بعض المعارك لا تُحسم بالعجلة، بل بالتيقن.
ولأن ما يُقطع من شرايين الوطن، لا يمكن خياطته بيد مرتجفة.
البرهان لم يتحدث كثيرًا… لكنه حين تكلّم، كانت كلماته تشبه الطعنات التي تنهي السرطان، لا الجروح.
هذا القرار ليس نهاية علاقة… بل بداية وعي
نحن لا نكره أحدًا، لكننا نُحب السودان أكثر.لا نحمل ضغائن، لكننا نحمل ذاكرة لم تنسَ من سلّح، ومن دبّر، ومن فرّق، ومن تاجر بجراحنا في أسواق السياسة.
البرهان بهذا القرار لم ينقذ موقعه… بل أنقذ ما تبقى من شرف هذا الوطن.
هناك قرارات تُنسيك صمت السنين.
قرارات تُقال نيابة عن كل أمّ دفنت ولدها ولم تعرف لماذا مات.قرارات تُعيد للوطن صوته… بعد أن طال صمته خوفًا أو ذلًا.
وهذا القرار… لم يكن بيانًا رسميًا، بل صفعة أخيرة في وجه من ظنّ أنه اشترى هذا البلد بثمن بخس.
نعم، البرهان لم يقطع العلاقة فقط…
بل قطع الحبل السُرّي الذي كان يربط الخراب بقلب هذا الوطن ولن نسمح أن يُعاد وصله أبدًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى