
من بين الرماد… الجيش يصنع الخرطوم من جديد
الموكب نيوز : منازل نمر
السودان اليوم ليس كما كان بالأمس. موازين القوة بدأت تميل، لكن هذه المرة لمصلحة الوطن، لا لمصلحة الميليشيات ولا حسابات الخارج.
على الأرض، لا تُكتب البيانات، بل تُصنع الوقائع. ومع كل يومٍ جديد، تتقدم القوات المسلحة السودانية بثباتٍ لا يعرف الضجيج، وإنما يعرف الطريق.
معركة الخرطوم لم تكن معركة عسكرية فقط، بل كانت معركة على هوية الدولة، على كرامة المواطن، وعلى سيادة القرار الوطني.
الذين ظنّوا أن السودان يمكن أن يُختطف، فوجئوا بجيشٍ لم تُكسره الجراح، وبشعبٍ لم يُخدعه الدخان، ولا أسقطه طول الانتظار.
اليوم، لا نتحدث عن أمنيات، بل عن معطيات انهيارات متسارعة في صفوف التمرد.
وضوح في الرؤية: تحرير الخرطوم، وتحرير الإرادة السودانية من فوضى السلاح وخيانة الداخل.
السودان لم يعد البلد الذي يُدار من وراء الستار، أو يُفرض عليه واقع السلاح كأمرٍ واقع.
ما نعيشه الآن ليس مجرد تحول عسكري، بل بداية مرحلة سياسية بامتياز، تتطلب خطابًا جديدًا، ووعيًا مسؤولًا، وإرادة لا تسمح بعودة الفوضى بأي عباءة كانت.
نحن على أعتاب نصرٍ لن يُكتب فقط على الخرائط، بل سيُدوَّن في ذاكرة الأمم.
وكل من تجاهل مأساتنا بالأمس، سيضطر لاحقًا إلى احترام تجربة شعبٍ لم يُساوم على وطنه، ولم يتنازل عن كرامته، مهما اشتدت العواصف.
الخرطوم قادمة… والسودان يُولد من جديد.
لكن هذه المرة، أقوى، أذكى، وأكثر صلابة.
ولأجل ذلك، فإن المسؤولية اليوم لا تقع على الجيش وحده، بل على كل سوداني يؤمن بأن هذا الوطن يستحق أن يُبنى من جديد.
النصر لا يصمد بالسلاح فقط، بل بالوعي، وبخطاب يجمع لا يُفرّق، وبوطن يسع الجميع دون إقصاء.
الخرطوم عاصمتنا جميعًا، والسودان بيتنا الكبير… ولن يربح المستقبل إلا من وضع الوطن اولاً .



