عبير نبيل محمد تكتب :العدل والمساواة ليست بندًا في اتفاق… بل نبض وطن

بسم الله الرحمن الرحيم
العدل والمساواة ليست بندًا في اتفاق… بل نبض وطن
بقلم: عبير نبيل محمد
كلّما حاول هذا الوطن أن ينهض، خرجت أيادٍ مأجورة تهدم ما بُني، بمنتهى البساطة، وكأن البداية لا تُرهق، وكأن الخراب لا يُوجع.
الفساد ليس في المؤسسات فحسب، بل فينا نحن… حين نرضى بالمحاصصة، ونُطبّع مع التقسيم، ونبدّل الوجوه كما تُبدّل الأقنعة.
أسماء تتكرّر، وأحزاب تُعاد تدويرها، بينما الحرب لم تنتهِ بعد.
وما زال الدم ينزف، وما زال الخطر قائمًا، وما زال البعض يتصارع على سلطة فوق الرماد.
في خضم هذا المشهد المرتبك، تبقى حركة العدل والمساواة السودانية عنوانًا لثبات المبدأ.
لم تأتِ على ظهر اتفاق، بل على جراحٍ قديمة، وتاريخٍ ناصع، ودماءٍ دفعت ثمن البقاء.
من اختار الصمت الآن، كان يومًا يصرخ في وجه الباطل، ومن انحنى لعاصفة المصالح، كان يومًا يتغنّى بالثورة.
لكن من ثبتوا، لا يزالون في الميدان، لا يتحدثون كثيرًا، ولا يبحثون عن الضوء.
وقفوا مع الوطن، لا مع الطرف الأقوى.
أطاعوا الدولة حين تمرد غيرهم، وساهموا في حماية ما تبقى من هيبتها، حين أصبح الاحتماء بالخارج هو السبيل الوحيد للجبناء.
حين نذكر د. جبريل إبراهيم، وزير المالية، نذكر رجلًا حمل عبء وزارة في قلب النار، ولم يهرب.
أدار المال العام في ظروفٍ استثنائية، لم يغلق هاتفه، ولم يختفِ، بل بقي في منصبه، وسط الحصار والنار، ليُثبت أن المواقف لا تُقاس بالشعارات، بل بالفعل.
الذين يريدون حلّ الحكومة اليوم، يتناسون أن السلام لا يُصنع بالعزل، ولا تُبنى الدول بإقصاء الشركاء الحقيقيين.
ما قدمته العدل والمساواة لم يكن صفقة، بل موقف.
ومن كانت بندقيته موجهة ضد الظلم، لا يُعامل كأداة سياسية تُستخدم عند الحاجة وتُركن في الزاوية عند أول اختلاف.
ما نحتاجه الآن ليس خطابًا ناعمًا، بل شجاعة حقيقية تعترف أن الوطن في خطر…
وأن من حملوه على أكتافهم في زمن الانهيار، لا يجب أن يُجازوا بالتشكيك أو الإبعاد.
العدل والمساواة ليست بندًا في ورقة سياسية.
هي اسم خرج من رحم الوجع، ومضى في طريقٍ يعرفه الشعب جيدًا.
من دارفور إلى الخرطوم، من صوت المعسكرات إلى قاعة الوزارة، حملوا الهمّ ذاته: الوطن أولًا.
ولمن ما زال يراهن على إقصائهم، نقول:
أنتم لا تحاربون حركة، بل تحاربون ذاكرة شعب.
والذاكرة لا تُمحى.
سلام وأمان، فالعدل ميزان
توقيع لا يُنسى
أنا الرسالة حين يضيع البريد…
وصوتٌ لا يسكت، وإن كبّلوه بالصمت
امرأة من حبر النار.



