آراء ومقالات

اللواء يوسف النور يوسف.. عيونٌ لا تنام من أجل وطنٍ لا يسقط

اللواء يوسف النور يوسف.. عيونٌ لا تنام من أجل وطنٍ لا يسقط

🪖 اللواء يوسف النور يوسف.. عيونٌ لا تنام من أجل وطنٍ لا يسقط

الموكب نيوز : منازل نمر

في ظلّ الأزمات الكبرى التي تعصف بالسودان، حيث تختلط رائحة البارود بنداءات الاستغاثة، وتعلو مطالب الناس على هدير البنادق، يبرز اسم اللواء يوسف النور يوسف كأحد الأسماء العسكرية التي لا تكتفي بالحضور، بل تصنع الأثر وتكتب فصولًا جديدة من الأداء الوطني والقيادي.

قيادة في زمن العتمة

اللواء يوسف النور لا يظهر كثيرًا أمام الكاميرات، لكنه حاضرٌ بقوة في كل خطوة على الأرض. بصفته نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب في قوات التحالف السوداني، لم يجعل من مكتبه حصنًا له، بل نزل إلى الميدان، وأشرف مباشرةً على تجهيز دفعات كبيرة من القوات المقاتلة، أبرزها “قوة البركان 2″، التي كانت واحدة من أبرز نماذج الإعداد والانضباط والتجهيز الفني والإنساني.

وفي بلدٍ مزّقته النزاعات، كانت قواته تتحرك ليس فقط للدفاع، بل لإعادة تنظيم الصفوف وترميم الثقة المفقودة بين المواطن والجندي.

ليس مجرد قائد ميداني

بعيدًا عن ساحة المعركة، ينشط اللواء في واحدة من أعقد الجبهات: جبهة المجتمع.

في ولاية الجزيرة، قاد جهدًا منسقًا لدعم الخدمات الأساسية كالكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة. لم يكن ذلك ترفًا، بل رؤية عميقة بأن النصر لا يتحقق فقط بالرصاص، بل ببناء مجتمعٍ قادر على الوقوف على قدميه بعد كل زلزال.

الرجل ينتمي إلى مدرسة تقول: إنك إذا أردت أن تكسب القلوب، فعليك أن تمشي في شوارعهم، أن تسمع نبضهم، أن ترى فقرهم وتشاركهم حمله.

حضور يفرض الاحترام

يوسف النور ليس من القادة الذين يُصنعون في دهاليز السياسة أو يُسوَّق لهم عبر الإعلام، بل من أولئك الذين يصنعون أنفسهم في صمت، على أرضٍ تتطلب رجالًا من نارٍ وماء: نار في الحسم، وماء في الحكمة.

يُشهد له بانضباطه، وعدالته في التعامل مع من هم دونه في الرتبة، وقدرته على أن يُوحد الصفوف تحت هدف واحد مهما اختلفت الخلفيات.

مستقبلٌ لا يقف عند حدود المعركة

المثير في تجربة اللواء يوسف النور أنه لا يُفكّر فقط في الحاضر، بل يضع أعينه على المستقبل. يفهم أن السودان لن يقوم إلا إذا بُني الإنسان، وأن السلاح لا يمكن أن يكون مشروع دولة، بل وسيلة تُستخدم حين تغيب العدالة.

هو من القلائل الذين مزجوا بين العقل الأمني والعقل التنموي، ونجحوا في تحويل “القوة” من مفهوم السيطرة، إلى أداة لحماية الحياة وتمهيد الطريق

في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وقلّ الفعل، يبقى اللواء يوسف النور يوسف نموذجًا لقائدٍ وطنيّ، يُجيد الصمت حين يجب، ويعرف متى يتكلّم، ومتى يُطلق القرار.

هو ليس مجرد عسكري، بل حارس يقظ لوطنٍ يحاول أن يتنفّس من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى