تعيين وزير الدفاع يعكس توجها لإعطاء الوزارة وزناً ميدانياً وتعزيز محور الحسم العسكري وزيادة مكانتها كرمز سياسي ووطني”
تعيين وزير الدفاع يعكس توجها لإعطاء الوزارة وزناً ميدانياً وتعزيز محور الحسم العسكري وزيادة مكانتها كرمز سياسي ووطني"

“تعيين وزير الدفاع يعكس توجها لإعطاء الوزارة وزناً ميدانياً وتعزيز محور الحسم العسكري وزيادة مكانتها كرمز سياسي ووطني”
✍️ منازل نمر
في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها البلاد، جاء تعيين الفريق حسن داوود كبرون كيان وزيراً للدفاع في السودان ليرسم ملامح مرحلة جديدة تتجاوز البعد الإداري نحو إعادة التموضع الاستراتيجي لوزارة الدفاع، ليس فقط كجهاز عسكري تقليدي، بل كفاعل سياسي ووطني له حضور مباشر في ميدان الصراع، ومكانة معنوية في وجدان الشعب السوداني.
لقد حمل قرار التعيين دلالات عميقة، تتعدى كونه استحقاقًا تنظيمياً في حكومة انتقالية، إلى كونه رسالة واضحة تعكس تحولًا في رؤية الدولة تجاه دور المؤسسة العسكرية، وإعادة الاعتبار لموقع الوزارة داخل المشهد الأمني والسياسي.
⚔️ وزارة الدفاع من الظل إلى قلب المواجهة
خلال الأشهر الأولى للحرب، كانت الأضواء مسلطة على رئاسة الأركان والاستخبارات، بينما غابت وزارة الدفاع عن واجهة الأحداث. وكان يُنظر إليها كمجرد واجهة تنظيمية بعيدة عن القرار الحقيقي. أما اليوم، فإن تعيين شخصية مثل الفريق كبرون، الذي جسّد صمود القيادة العامة في وجه حصار الدعم السريع لأكثر من عامين، يعيد الثقة في أن الوزارة ليست جهازًا إداريًا فحسب، بل قيادة ميدانية تنبض بالحياة، والمواجهة، والانتماء الوطني.
🛡️ كبرون.. من بطل ميداني إلى رمز سياسي
لا شك أن الفريق حسن داوود كبرون هو أكثر من مجرّد قائد عسكري. فهو أحد رموز المقاومة والصمود خلال أخطر مراحل الحرب، وأحد أبطال قصة الدفاع الأسطوري عن مقر القيادة العامة. اختياره لهذا المنصب يعكس إدراك القيادة السياسية والعسكرية لأهمية تثبيت الرموز الميدانية في مواقع القرار السيادي، لمنح الشعب الثقة في أن من يدير شؤون البلاد هو نفسه من ضحّى وواجه وشارك في خنادق الدفاع.
وقد ظهر هذا البعد جلياً في الاستقبال الشعبي الواسع لقرار تعيينه، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صوره ومقولاته الوطنية التي تلهب الحماسة وتشدّ من أزر الجنود.
🧭 الحسم لا التفاوض.. رؤية المرحلة
إن هذا التعيين لا يحمل فقط بعدًا رمزيًا، بل يشير إلى تحول في نهج إدارة الحرب. فوجود كبرون على رأس وزارة الدفاع يعني ترجيح كفة الحسم العسكري على حساب المفاوضات المائعة، ويعني كذلك أن الحكومة تريد وزارة فاعلة في الميدان، وليس متحدثة من المكاتب. شخصية كبرون الميدانية الصلبة، وتاريخه في الصبر تحت الحصار، يعطيان إشارات واضحة للخصوم وللحلفاء على حد سواء بأن المرحلة القادمة عنوانها: “الحسم ثم الحسم”.
🇸🇩 وزارة الدفاع.. من سلطة تنفيذية إلى مركز وطني
ربما الأهم في هذا التعيين هو المكانة الوطنية المتصاعدة للوزارة نفسها. فقد تحوّلت من جهاز يُنظر له بوصفه تنفيذيًا، إلى مؤسسة يُبنى عليها الوجدان الوطني في زمن الانهيار والانقسام. وأصبحت وزارة الدفاع اليوم مركزًا للتماسك النفسي، والاستقطاب السياسي الوطني، بعد أن اتسعت الفجوة بين الشعب وبين مؤسسات الدولة الأخرى.
تعيين الفريق كبرون يعزز هذا الاتجاه، ويعيد تعريف الوزارة كـ”قلب الدولة” لا مجرد ذراع من أذرعها.
يُمثل تعيين الفريق حسن داوود كبرون تحولاً استراتيجياً عميقاً، يعيد لوزارة الدفاع وزنها الميداني، ويؤكد توجه الدولة نحو تعزيز محور الحسم العسكري، مع ترسيخ الوزارة كموقع سياسي ووطني رفيع الشأن. إنها عودة “القوة والرمزية” إلى مكانها الطبيعي في مفاصل الدولة السودانية.



