آراء ومقالات

دكتور محمود عبد الجبار يكتب :سلسلة استراتيجيات محمود عبد الجبار 2. مشروع نهر امان السودان العظيم .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
سلسلة استراتيجيات محمود عبد الجبار 2.
مشروع نهر امان السودان العظيم .
محمود عبد الجبار
هذا المشروع يعد من أهم المشروعات الاستراتيجية في السودان حيث له جدوى اقتصادية واجتماعية وأمنية .
منذ فجر السودان قديما كان يتم غزو وسط السودان وشماله وشرقه من جهة الغرب وعبر غرب امدرمان وظل هذا طريقا مفتوحاً ومحفزا للطامعين في السيطرة على حكم السودان وإخضاع أهله منذ عهد المهدية وتحرك جيوش المهدية نحو امدرمان من جهة غرب السودان وحصار الخرطوم وبعد رحيل الامام محمد احمد المهدي أيضا عمد الخليفة عبد الله ود تور شين على تجيش العربان من غرب أفريقيا وعمل على غزو امدرمان والشمالية مع الأسف بنفس دعاوي ححميدتي هذا في نهايات القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين أيضا عمدت قوات الأحزاب السياسية المناهضة لحكم مايو جعفر النميري رحمه الله قامت هذه القوات عام 1976 بغزو امدرمان فيما سمي بالمرتزقة وفي القرن العشرين هذا قامت قوات حركة العدل والمساواة السودانية في عام 2008 بغزو امدرمان فيما سمي بعملية الزراع الطويلة التي كان هدفها السيطرة على السلطة حتى توجت عمليات غزو امدرمان والشمال بغزو حميتي الذي جمع وجيش كل مرتزقة افريقيا ومجرميها في عملية تمثل أبشع أنواع الغزو والحروب التي ارتكبت فيها صنوف غير مألوفة في الحروب من انتهاكات وفظائع وما زالت مستمرة حتى الآن وأدخلت البلاد وشعبها في حلقة نحاول جاهدين الخروج منها بأقل الخسائر .
الغريب في الأمر والمريب أن جميع الحكومات المتعاقبة على السودان لم تتخذ ما يلزم اتخاذه لمنع تكرار هذه العمليات عمليات الغزو حتى أصبح هذا المكان من السودان مطمع لعبور اي أجندة أجنبية وذلك نسبة للجغرافيا والتضاريس من جهة ونسبة التركيبة السكانية من جهة أخرى نسبة لنشاط الاستخبارات والمخابرات الأوربية في هذه المناطق مستغلة التباينات الإجتماعية والثقافية وقلة التنمية مما جعلها مهدد ليس للأمن القومي السوداني فحسب بل مهدد لوجود الدولة الشعب معا .
هذا المشروع يعد مشروع القرن وهو نهر امان السودان العظيم الذي يبدأ من جنوب مدينة كوستي في ولاية النيل الابيض متجهاً غربا متجاوزا مدينة تندلتي بعرض خمسين متر مربع وبعمق خمسة أمتار متجهاً شمالاً يشق ولاية شمال كردفان مروراً بالولاية الشمالية حتى يصل نهر النيل غرب مدينة الدبة هذا النهر حلم الحاضر وأماني المستقبل للأجيال القادمة من أبناء شعب السودان .
مشروع نهر أمان السودان العظيم يحقق اهم ثلاثة أهداف استراتيجية.
الهدف الاول.
تشكيل حائط صد وحماية للدولة السودانية من محاولات الغزو المتكررة من الجهة الغربية وقطع الطريق على الطامعين الدوليين والاقليميين الذين يستخدمون المرتزقة دوماً في حربهم على السودان فذا النهر يصعب تجاوزه لاي قوات غازية حيث تكون في هذا النهر معابر محددة مسيطر عليها بدافاعات متطورة وأجهزة رصد وإنذار مبكر عالية الدقة ترصد اي حركة مريبة بالإضافة إلى وجود قوات محترفة مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة والأسلحة حتى تجعل من المستحيل الاجتياح والتوغل لاي قوات مهما كان عددها و تسليحها هذه المعابر أبرزها معبر على شارع كوستي الابيض ومعبر على طريق الخرطوم بارا ما يعرف بطريق الصادرات ومعبر ثالث غرب مدينة الدبة هذه المعابر الثلاثة الرئيسية لتسهيل وأنساب حركة البضائع المنتجات بين ولايات غرب السودان وشمال ووسط السودان وبالامكان بناء معابر صغيرة فرعية حسب الحاجة وتنقل بعض السكان بين ولايات السودان المختلفة ومعرفة كل من يتنقل بين هذه الولايات من والى لأن السودان تضرر كثيراً من الحركة غير المضبوطة للمواطنين خصوصا تسلل غير السودانيين إلى داخل العاصمة والمدن الكبرى مما شكل عبئا أمنيا واجتماعيا مما زاد من المخاطر والمهددات على البلاد ظهرت آثار ذلك في هذه الحرب الخطيرة على السودان وشعبه وهذا الهدف وحده يمثل صمام الأمان والاستقرار للبلاد حيث عان السودان كثيراً من عمليات تدفق قوات التمرد بأنواعها من الغرب نحو الخرطوم وتهديد الوسط والشمال وفق أجندة الكراهية لتفتيت البلاد وتقسيمها ضمن المشروع الأجنبي الذي يستهدف السودان والهيمنة عليه .
الهدف الثاني.
وهو إنشاء مشروع زراعي للانتاج النباتي والحيواني في مساحة إثنين مليون فدان على ضفتي هذا النهر العظيم تعتمد علي ريها بنسبة سبعين في المائة على مياه الأمطار حيث توجد مجموعة من الوديان والخيران منحدرة من شمال كردفان نحو النيل الابيض ونهر النيل تقدر كميات المياه فيه ثلاثة مليار متر مكعب في العام وحسب هطول الأمطار وغزارتها وشحها وهذه الكمية من المياه كافية لزراعة أكثر من إثنين مليون فدان لكن نضع حسابات الاهدار وحسابات شح الأمطار أحياناً .
هذه الوديان والخيران تبنى عليها بوابات كبيرة هندسية تمكنها من ملء النهر بصورة سلسة وسليمة وتفريغ ما زادت عن كفاية النهر نحو النيل الأبيض ونهر النيل حسب حجم المياه و كمياتها هذا بالنسبة لمياه الأمطار الغزيرة التي كانت مهدرة أو عابرة نحو مصر دون أن يستفيد منها الشعب السوداني.
أما مياه النيل فتوضع مضخات كبيرة عند بداية النهر جنوب كوستي تعمل كمضخات تعويضية عندما تقل مياه الأمطار وتنخفض مناسيب نهر امان السودان العظيم
هذا. ليس له علاقة بالمساس باتفاقية مياه النيل والحصص بين مصر والسودان حيث أن السودان في الأصل يتصدق بنسبة تسعة مليار متر مكعب من حصته لمصر لانه لا يستخدمها ويعوض عنها بمياه الأمطار
هذا المشروع العملاق بقع بين أربع ولايات ولاية النيل الابيض وولاية شمال كردفان وولاية نهر النيل والولاية الشمالية لكل ولاية نصيبها حسب مساحة الجزء الواقع في الولاية من المشروع .
هذا المشروع يمكن أن يخصص لزراعة عدد من المحاصيل منها الحبوب الزيتية الفول السوداني والسمسم وزهرة الشمس .
كما يمكن أن تزرع فيها بعض الخضر والفواكه بغرض الصادر فقط مثل الشمام البطيخ الطماطم والبطاطس الخص الجرجير وغيرها بغرض الصادر .
كما يمكن ترزع فيه بعض الاعلاف النقدية مثل البرسيم والرودس .
كما يمكن زراعة الذرة الرفيعة .
كما يمكن تخصيص المساحة الأكبر لزراعة القمح خصوصاً المنطقة الواقعة في ولاية الشمالية وشمال كردفان وهي منطقة أم جواسير وما حولها حيث تضم أكثر من خمسة مليون فدان هذه المساحة مع مشروع الجزيرة مع اجزاء من ولاية النيل الابيض يمكنها تتوفر ما يحتاجه السودان ومصر من القمح .
هذا المشروع يمكن أن تقام فيه حظائر كبير لتسمين العجول والخراف بغرض صادر اللحوم والجلود بمسالح حديثة .
كما يمكن إقامة حظائر متخصصة لإنتاج الألبان.
يمكن أن تقام حول هذا المشروع مجموعة صناعات تحويلية ضخمة ومثمرة مثل مصانع للزيوت النباتية الفول السوداني والسمسم وزهرة الشمس وتبعها مصانع الاعلاف من مخلفات عصر الزيوت مطاحن القمح مصانع الصلصة ومصانع للبلاستيك وورق تغليف الصادر الخضر والفواكه.
يمكن أن يخصص جزء منه لمؤسسات الدولة ذات الطابع العسكري جزء يخصص للقوات المسلحة وجزء لمؤسسة الشرطة وجزء لجهاز المخابرات العامة للاستفادة من ريعه لتحسين دخول أفراد هذه المؤسسات وتحسين ادائها وتخفيف الأعباء على وزارة المالية وهذه المؤسسات النظامية تعتبر ما خصص لها من هذا استثمار دائم يخدم في أفرادها بالوردية مقابل أجور تقسم سنوياً كما يمكن استخدام المساجين أصحاب المحكوميات الكبيرة كجزء من التأهيل والتقويم والإصلاح حتى إذا اكمل المسجون مدته خرج وفي يده شيئا من المال يبدأ به حياته الجديدة ليعود إلى حضن المجتمع مواطناً صالحاً شريفاً.
ويخصص جزء من المشروع إلى أهالي المنطقة في شكل حواشات مثلها مثل حواشات مشروع الجزيرة لها تركيبة محصولية محددة ودورة زراعية منضبطة .
يخصص الجزء الأكبر للاستثمار الداخلي والخارجي بعد عمل دراسة جدوى حقيقية من بيوت خبرة عالمية وسوف يكون هذا المشروع من أعمدة الاقتصاد الوطني والإقليمي.
يعرض تنفيذ هذا المشروع اقصد حفر النهر وشقه وحفر الترع الفرعية فيه من جنوب كوستي وحتى غرب مدينة الدبة بعرض على الشركات العالمية الكبرى عن طريق نظام البوت من سريبة الري التي تحدد على ري الفدان بالإضافة إلى أي رسوم أخرى تحدد حسب الحاجة مثل رسوم تخطيط المدن والقرى والأسواق والمصانع .
الهدف الثالث.
هذا المشروع العملاق سوف يحقق هدفأ اجتماعا مهما من خلال خلقه لتجمع زراعي كبير من عدة مكونات سودانية شأنه شأن مشروع الجزيرة الذي أنتج نسيج اجتماعي متماسك في مودة ومحبة ظهرت معالمها في شدة هذه الحرب فهذا المشروع تقام حوله تجمعات سكنية في شكل مدن وقرى ومدارس وخدمات اساسية ومستشفيات وأسواق حاكمة بين ولايات الوسط والشمال والغرب مما يعزز التعايش والتسامح والمصاهرات التي تحدث عادةً في مثل هذه التجمعات الإنتاجية هذا المشروع الطموح مشروع القرن يمكن أن يحدث تحول ضخم في الاقتصاد السوداني بل حتى المناخ هو الآخر يحدث فيه تحول كبير من الرقعة الخضراء التي سوف يغطيها هذا المشروع يضاف إلى ذلك زراعة ضفاف كل الوديان باشجار مثمرة مثل الهشاب والطلح للصمغ العربي و النخيل والمانجو وذلك عبر توزيعها للراغبين في الزراعة البستانية .
ان زراعة هذه الوديان والخيران بهذه الاشجار المثمرة سوف يجعل من هذه المناطق جنان ويحولها الى سافنا غنية .
هذا غير توفير اكثر من ثلاثة مليون فرصة عمل يحتاجها المشروع من خبراء ومهندسين وفنيين ومعلمين وأطباء وعمال ووسائل نقل ومواصلات هذا المشروع فعلا هو امان السودان العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى