حمدون فضل المولى جابر… رحيل قامة قومية ومُصلح لا يعرف الخصومة”
قاسم موسي حلاوة يرثي القائمه القومية حمدون فضل المولي : مصلح لا يعرف الخصومة وصاحب المبادرات الصادقه

“حمدون فضل المولى جابر… رحيل قامة قومية ومُصلح لا يعرف الخصومة”
🖊️ منازل نمر
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
بهذه الكلمات المطمئنة، افتتح الأستاذ قاسم موسى حلاوة تسجيلًا صوتيًا مؤثرًا رثى فيه الخال حمدون فضل المولى جابر، أحد القامات الوطنية والاجتماعية البارزة في السودان، والذي وافته المنية يوم أمس.
الراحل لم يكن مجرد شخص، بل كان مؤسسة في حد ذاته. من أوائل أبناء المسيرية الذين هاجروا إلى الخرطوم وأسهموا في تأسيس الاتحاد العام للمسيرية، كما كان فاعلًا رئيسيًا في الساحة النقابية والاجتماعية، وصاحب حضور لافت في المشهد السياسي، دون أن تكون له خصومة مع أحد.
وصفه حلاوة بأنه رجل مبادرات لا ينتظر دعوة، وصاحب رؤية ثاقبة، يسارع دائمًا لحل النزاعات الاجتماعية والسياسية، ويقدم المصلحة العامة على كل اعتبار. وقال:
“في كل أزمة أو قضية، كان حمدون أول من يبادر بالحضور، يناقش بهدوء، ويقترح من موقع الحكمة لا من موقع الصخب. لم نعرف له خصمًا، بل كان محبوبًا من كل الأطياف، وصاحب علاقات واسعة مع القيادات القومية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.”
أخلاقه الرفيعة، وحضوره الإنساني، وعلاقاته المتينة مع مختلف القبائل، وخاصة في دار المسيرية، جعلت منه ركيزة اجتماعية ومُصلحًا فريدًا. كان مرجعًا في العُرف والتقاليد، عفيفًا، متواضعًا، لا يتأخر عن واجب ولا يُغلق بابه في وجه أحد.
وفي ختام حديثه، توجه قاسم موسى حلاوة بأحر التعازي إلى قبيلة القراريش، وعلى رأسهم الناظر الفاضل محمد خير، في وفاة ابنهم البطل أمير مصطفى محمد خير، أحد المشاركين في معركة الكرامة، واصفًا إياه بأنه “كان صوته في الميدان أقوى من الطلقات”.
كما أعرب عن مواساته لكل من سعادة اللواء معاوية حمد، والدكتور محمد عثمان عوض، وأهل القراريش والولاية الشمالية، داعيًا الله أن يتغمد الراحلَين بواسع رحمته، وأن يسكنهما فسيح جناته.



