بيان توضيحي من الاستاذ محمد سومي

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان توضيحي
أنا المواطن محمد سومي كافي كوكو، من أبناء ولاية جنوب كردفان، وعضو سابق في حركة العدل والمساواة السودانية، أود من خلال هذا البيان أن أوضح للرأي العام، ولقواعد الحركة، والجهات المعنية، جملة من الحقائق المرتبطة بموقفي من الحركة، خاصة في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها بلادنا منذ تمرد قوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.
أولًا: خلفية الانسلاخ
في أبريل 2022، كنت من بين مجموعة مكوّنة من (46) عضوًا أعلنّا انسلاخنا عن حركة العدل والمساواة السودانية، لأسباب جوهرية تتعلق بالخلاف حول المسار التنظيمي والسياسي، خاصة فيما يخص إقليم كردفان.
من أبرز تلك الأسباب كان النهج غير الشفاف والانفرادي في اتخاذ القرار، وغياب التقييم الموضوعي لحالة الإقليم واحتياجات قواعده، ما أدى إلى أزمة ثقة بين القيادات القاعدية ومركز اتخاذ القرار داخل الحركة.
ثانيًا: مجموعة مؤتمر أديس أبابا وترتيباتها
في أعقاب اندلاع الحرب في 14 أبريل 2023، بدأت محاولات من بعض القيادات، وعلى رأسهم سليمان صندل وآدم عيسى حسابو، ضمن ما عُرف لاحقًا بـ “مجموعة مؤتمر أديس أبابا”، لشق صفوف الحركة، وتمرير مشروع سياسي وإثني منحاز لصالح قوات الدعم السريع.
جرى التنسيق لعقد مؤتمر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتمت دعوة عدد من القيادات من إقليم كردفان. وقد تواصل معي بعض المدعوين في ذلك الوقت، وكنت حينها مقيمًا في منزلي بحي دار السلام – أم درمان. أكدت لهم بوضوح أن جوهر الأزمة داخل الحركة في كردفان يرتبط بشكل مباشر بسلوك وممارسات مجموعة مؤتمر أديس أبابا، وعلى رأسهم آدم عيسى حسابو وسليمان صندل، اللذين سعيا لتفريغ مشروع الحركة من مضمونه الوطني القومي.
وقد أدى هذا النهج إلى تفكيك وحدة الحركة داخل الإقليم، وتعزيز الانقسام على أسس جهوية وقبلية ضيّقة، بدلًا من التوحد خلف مشروع سياسي عادل وشامل.
والأخطر من ذلك، أن آدم عيسى حسابو، إلى جانب قيادات أخرى مثل راشد حميدة، ود. محمد هارون بشيرين، وغيرهم، انخرطوا لاحقًا في القتال الميداني إلى جانب قوات الدعم السريع في معارك إقليم كردفان، وهو موقف يتعارض كليًا مع مبادئ الحركة وتاريخها الوطني المقاوم.
ثالثًا: اعتقالي من قبل قوات الجنجويد
في 7 نوفمبر 2023، تم اعتقالي بواسطة قوات الدعم السريع (الجنجويد)، وتم احتجازي حتى 21 نوفمبر 2023، في ظروف غير إنسانية، لا تليق بأي مواطن سوداني.
وقد تم هذا الاعتقال بناءً على تحريض مباشر من أطراف مرتبطة بمجموعة مؤتمر أديس أبابا، وخاصة آدم عيسى حسابو، بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات التابع لقوات الدعم السريع، فيما يُعرف باسم “العمل الخاص”.
بعد خروجي من المعتقل، استقرّيت مؤقتًا في منطقة الإخلاص – بئر حماد، لمراجعة وضعي الصحي والنفسي، ولإعادة تقييم تجربتي السياسية والتنظيمية.
رابعًا: موقف الحركة من معركة الكرامة
لقد شكّل موقف حركة العدل والمساواة السودانية من معركة الكرامة، التي يخوضها الجيش السوداني وكل القوى الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع، نقطة تحول كبيرة في قناعاتي.
كان موقف الحركة وطنيًا، شريفًا، ومسؤولًا، جسّد تمسكها بالمشروع القومي، والانحياز إلى كرامة الشعب السوداني ووحدة ترابه، ورفض مشاريع التقسيم والتبعية.
لقد مثّلت هذه المواقف النضالية للحركة محطة فارقة في مراجعاتي الفكرية والتنظيمية، ودافعًا قويًا للتواصل من جديد مع قيادتها.
خامسًا: موقفي الحالي
بعد خروجي من المعتقل في نوفمبر 2023، انتقلت إلى مدينة بورتسودان بتاريخ 15 فبراير 2024، وشاركت هناك في عدد من الأنشطة العامة ذات الصلة بالحركة.
واليوم، وبعد مراجعة شاملة لمسيرتي وتجربتي ومواقف الحركة الأخيرة، أُعلن بوضوح ما يلي:
> أجدد التزامي الكامل بعضويتي في حركة العدل والمساواة السودانية، وأؤكد أنني جزء فعّال منها سياسيًا وتنظيميًا، ومستعد لتحمل مسؤولياتي داخل صفوفها في هذه المرحلة الوطنية المفصلية.
لقد جاءت هذه العودة بعد نقاش مسؤول مع قيادة الحركة بولاية جنوب كردفان، وقيادة الإدارة والتنظيم، ونائب رئيس الحركة مولانا أحمد آدم بخيت، واللقاء المباشر مع رئيس الحركة الدكتور جبريل إبراهيم محمد.
إن قناعتي راسخة بأن حركة العدل والمساواة السودانية ما زالت الإطار السياسي والنضالي الأجدر بحمل قضايا أهلنا في كردفان، والدفاع عن حقوق المهمّشين، والسير في درب العدالة والحرية والكرامة.
سادسًا: توضيح مهم
أؤكد هنا أن هذا البيان لم يصدر بناءً على طلب من قيادة الحركة، ولا بتوجيه منها، ولم يُطلب مني عقد مؤتمر صحفي أو إصدار بيان رسمي.
بل هو مبادرة شخصية مني، بدافع الشفافية، وتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام الرأي العام، ورفاقي في النضال، وشعبي في كردفان والسودان عمومًا.
ختامًا
يصدر هذا البيان توضيحًا للرأي العام، وإبراءً للذمة، وتأكيدًا على اختياري السياسي الذي أتى من تجربة صادقة، ووعي عميق بمصلحة الوطن، والموقف الأخلاقي الواجب اتخاذه.
أجدد التزامي التام بحركة العدل والمساواة السودانية، وأدعو كل الوطنيين الشرفاء إلى التوحد خلف راية الوطن، ورفض مشاريع التمزيق، ومواصلة النضال لأجل سودان عادل، حر، ديمقراطي، تسوده الكرامة والسلام.
والله من وراء القصد
مع خالص التقدير،
محمد سومي كافي كوكو
📍 بورتسودان
🗓️ 12 مايو 2025م



