
الخضر… ظلّ الوطن في وجه العاصفة
منازل نمر ✍🏻
في زمنٍ تاهت فيه البوصلة وارتبكت المواقف، ظلَّ اللواء ركن محمد أحمد الخضر، قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، ثابتًا كالجبال، مؤمنًا بأن الأوطان لا تُحمى بالشعارات، بل بالرجال الذين صدقوا العهد وحملوا الأمانة بقلوبٍ من فولاذ.
لم يأتِ الخضر إلى الميدان ليصنع لنفسه مجدًا شخصيًا، بل جاء ليصون مجد وطنٍ اسمه السودان، وطنٍ يختزن في ذاكرته رجالًا من طينته: صبرٌ عند الشدائد، وثباتٌ في وجه الرياح العاتية، وإيمانٌ لا يتزعزع بأن الفاشر ستبقى عصيّة على الخذلان.
كلما تعالت أصوات أبواق السفارات، واشتد عواء المرتزقة ، كان اللواء الخضر يرد بصمته الواثق، وبسيف شجاعته المغموس في تراب الوطن. لم يترك للضجيج موطئ قدم في قاموسه، لأن من يقف في خطوط النار لا يلتفت إلى دجاج الأسافير ولا إلى ذباب الميليشيا.
هو ابن السودان البار، الذي لم تنل منه حملات الكذب ولا مؤامرات الخيانة، لأنه آمن أن من كانت دعوات الملايين تسنده لن يسقط، ومن حمل الوطن في صدره لا تهزمه ريح ولا يطفئه دخان.
في وجه المحن كان عنوان الكبرياء، وفي كل معركة صفحة جديدة من كتاب العزة.
سيبقى اسم اللواء محمد أحمد الخضر محفورًا في ذاكرة الوطن، كرمزٍ للوفاء والبسالة والشرف العسكري، وكصوتٍ صادق من الفاشر يقول للعالم:
> هنا رجالٌ لا يساومون على تراب السودان… ولا يتركون شرفه يُداس.
تحياتي..



