آراء ومقالات

حين ارادو تقسيم الارض.. توحد السودان

حين ارادو تقسيم الارض.. توحد السودان

حين ارادو تقسيم الارض.. توحد السودان

منازل نمر ✍🏻

لم تعد الحرب في السودان مجرّد معاركٍ في الميدان، بل صارت حربًا على الوجود ذاته، على الأرض والتاريخ والكرامة. لم تعد البنادق وحدها تتحدث، بل صارت الخريطة تُعاد رسمها بالنار، وتُكتب حدود السيادة بدماء الأبرياء.

تغيّر وجه الحرب، وصار الوطن ميدانًا تتنازع عليه القوى، كلٌّ يسعى لاقتطاع نصيبه من الجغرافيا والثروة. بين الذهب في دارفور، والنفط في كردفان، تتحرك أيادٍ لا ترى في السودان وطنًا، بل غنيمةً وممرًا لأطماعٍ أوسع.

من خلف الشعارات اللامعة عن “السلام” و“العمل الإنساني”، تُطل الإمارات بمشروعٍ خفي، يريد أن يُعيد تشكيل غرب السودان على مقاس مصالحها الاقتصادية والأمنية. تموّل المليشيات وتُغذي الفوضى، لتُقيم دولة الظل، دولة يحكمها المرتزقة ويُدار فيها كل شيء من الخارج.

لكن السودان ليس ساحةً مباحة. في المقابل، تحاول أمريكا أن تُعيد حساباتها، فتعود لتفتح أبواب التواصل مع القيادة الشرعية، وتدعم الدولة الوطنية في وجه مشروع التقسيم، فاشتدت نيران الحرب في الفاشر وكردفان، ودفعت المدن ثمن الصراع بين الطامعين.

الفاشر، عاصمة العزة وقلعة الرجال، لم تكن مجرد مدينةٍ تُحاصر، بل رمزٌ يُراد إسقاطه لتنهار معه إرادة الوطن. وما يجري هناك ليس صدفة، بل امتدادٌ لمشروعٍ يراد به تفريغ الأرض من أهلها، وطمس هوية الإقليم ليُقام على أنقاضه وطنٌ مزيف.

دارفور وكردفان ليستا حدودًا جغرافية، بل قلب السودان النابض، وعمق سيادته. من يسيطر عليهما، يُمسك بمفاتيح الوطن كله. لذلك يتسابق الطامعون على خيراتها، بينما أهلها يُهجّرون قسرًا من أرضهم تحت غطاء “المساعدات” و“التسويات”.

لكن مهما اشتدت النيران، سيظل السودان أكبر من المؤامرات. هذه الأرض وُلدت من رحم الصبر، ولن تنكسر أمام المال ولا أمام الدبابات. من الفاشر إلى الأبيض، ومن كردفان إلى الخرطوم، سينهض الشعب من بين الركام ليقول للعالم:

> هذا السودان… لا يُباع، ولا يُشترى.
هذا الوطن… لا يُرسم من الخارج، بل تُكتبه دماء أهله وكرامة جيشه.

الطور الجديد من الحرب هو اختبارٌ للوعي، لا للسلاح. إما أن نكون أمةً تدافع عن سيادتها، أو نتحول إلى رسمٍ يكتبة الآخرون .

والجواب… كما كان دائمًا، يُكتب الآن في الفاشر وكردفان، بمداد الشهداء وصبر الرجال والنساء الذين أقسموا ألا يُهزم هذا الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى