التماسك الوطني وقوة الكفاح المسلح معركة السودان ضد مليشيا الدعم السريع
التماسك الوطني وقوة الكفاح المسلح: معركة السودان ضد مليشيا الدعم السريع
بورتسودان : محمد الهادي عبدالله
في ظل الأوضاع الحرجة التي يمر بها السودان، يزداد التماسك الوطني وضوحًا كخيار أساسي لضمان استقرار البلاد ودحر مليشيا الدعم السريع التي دمرت وأثرت سلبًا على حياة السودانيين. ما نراه اليوم هو مثال حي على الوحدة الوطنية التي تتجلى في تلاحم الشعب السوداني، قواه المسلحة، وقوات الكفاح المسلح في معركة ليست فقط لاستعادة الاستقرار، بل أيضًا للدفاع عن كرامة الوطن وشرفه.
على الرغم من الادعاءات المثارة في مقال الأستاذة رشان أوشي، الذي يستند إلى ما وصفته بـ”التسريبات” حول اجتماعات لقادة الكفاح المسلح وتقاسم السلطة، فإنه يمكن القول بأن هذه الادعاءات لا تعكس الواقع. بل يبدو أنها لا تعدو كونها ثرثرات تهدف إلى زرع الفتنة والتفرقة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة. الحقيقة على الأرض مختلفة تمامًا. قوى الكفاح المسلح، التي لطالما ناضلت من أجل حقوق المهمشين، والقوات المسلحة السودانية، مع المستنفرين من أبناء الوطن، يقاتلون اليوم بشرف وإخلاص من أجل حماية الأرض والعرض، وليس من أجل مكاسب سياسية أو مناصب حكومية. المعركة التي نخوضها ليست معركة نفوذ، بل معركة بقاء وكرامة، هدفها تحرير السودان من مليشيا الدعم السريع التي نشرت الفوضى في كل أرجاء الوطن.
اليوم، السودان يقدم للعالم درسًا في التضحية والوحدة الوطنية. التكتيكات العسكرية التي نشهدها والتنسيق الدقيق بين قوات الكفاح المسلح والقوات النظامية يعكس مستوى عالٍ من الاحترافية والبسالة. هذه القوات ليست هنا لتحقيق مكاسب آنية أو شخصية، بل هي موجودة لتحقيق هدف أسمى: استعادة كرامة السودان وسيادته.
الشعب السوداني، بمختلف مكوناته، يقف اليوم صفًا واحدًا خلف هذه القوات. التلاحم بين الشعب وقواته المسلحة وقوى الكفاح المسلح يظهر بوضوح أن السودان قادر على تجاوز هذه المحنة والخروج منها أقوى مما كان. هذا التماسك الوطني، في وقت يعاني فيه الوطن من التحديات، هو دليل على أن السودانيين يدركون تمامًا حجم التحديات ويعملون معًا على مواجهتها.
لقد أثبتت قوى الكفاح المسلح والقوات المسلحة السودانية أنها على مستوى التحدي، وأنها لن تسمح لأي قوة بزعزعة استقرار الوطن أو تهديد وحدته. هذا التحالف الوطني، الذي يجمع بين قوة السلاح ودعم الشعب، هو ما يجعل السودان اليوم أقوى وأقدر على مواجهة المليشيات التي تسعى لتدمير البلاد.
المعركة الحالية التي يخوضها السودان ضد مليشيا الدعم السريع ليست معركة عسكرية فقط، بل هي أيضًا معركة من أجل استعادة الهوية والكرامة الوطنية. الشعب السوداني يعرف جيدًا من يقف معه في هذه اللحظة الحرجة، ويعي تمامًا أن هذه الجهود ليست لصالح فئة أو جماعة، بل لصالح السودان ككل. قوى الكفاح المسلح التي طالما ناضلت من أجل حقوق المهمشين انضمت اليوم إلى هذه اللحمة الوطنية، لتقدم للعالم درسًا في البسالة والتضحية من أجل وطنها.
وفي نهاية المطاف، سيحكم التاريخ على هذه اللحظة الحاسمة. السودان سيخرج من هذه الأزمة أقوى بفضل تلاحم شعبه وبسالة قواته المسلحة وقوى الكفاح المسلح. التماسك الوطني الذي نراه اليوم هو أساس المستقبل الذي ينتظر السودان، والمضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار والتنمية سيكون بفضل هذه الوحدة التي صمدت أمام كل التحديات.
السودان اليوم يقدم للعالم درسًا في الصمود والوحدة، وسوف يستمر في تقديم هذا الدرس حتى يحقق هدفه الأسمى في استعادة حريته وسيادته على كامل ترابه.