آراء ومقالات

عبير نبيل محمد تكتب :إلى د. جبريل إبراهيم: لا تنسَ أنك الوارث لحلمٍ لا يموت

إلى د. جبريل إبراهيم: لا تنسَ أنك الوارث لحلمٍ لا يموت
بقلم: عبير نبيل محمد

حين تشتد المعارك، وتكثر سهام الحاقدين، تشتعل نار الحقيقة في قلوب الذين لم يبدّلوا، ويظهر معدن القادة الذين لا يحنون رؤوسهم إلا لله…
وفي طليعتهم يقف د. جبريل إبراهيم، الوزير، القائد، وحامل شعلةٍ أشعلها من قبله رجلٌ لم يكن كغيره—د. خليل إبراهيم، رحمة الله علية .
د. جبريل…
أكتب إليك لأنك لست مجرد وزير مالية،او رئيس حركة العدل والمساواة السودانية بل رجل قضية، ووريث إرث ثقيل. تقاتل اليوم على كل الجبهات: من إدارة اقتصادٍ منهك سُحق تحت رحى الحرب، إلى قيادة جيوش حركة العدل والمساواة السودانية، التي تقاتل الآن جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة تحت راية واحدة الوطن وهنا “القوات المشتركة”.
هذه القوة لم تُخلق صدفة، بل جاءت من رحم المعاناة، ومن إيمانٍ راسخ بأن السودان لن يُبنى بالعنصرية ولا القبلية، بل بعدالة ومساواة تجمع الجميع.
هذه القوات ، ليست تحالفًا عابرًا، بل حالة وعي، وميلاد وحدة سودانية جديدة، جمعت من آمنوا بأن الوطن واحد بعدالة تسري بين كل بيوت الطين، من الفاشر إلى دنقلا، ومن الجنينة إلى بورتسودان
ومن الطبيعي في وسط هذه الوحدة أن يظهر من يرغب في الفضل، ومن تأخذه الغيرة من المواقف، لكن كلما كثر نحيب الحاقدين، كلما ازدادت جذوة النار بداخلك توهجًا، لأنك ترى في القيادة مسؤولية لا مجدًا، وفي المعركة قضية لا مغنمًا.
الفاشر اليوم تنزف، وتحتضر تحت أقدام المليشيات. أهلها مشرّدون، منتهكون، منسيّون إلا في ضمائر من تبقى له قلب
..
، بل تنزف. تنادي الي أبناءها. ، وها نحن نكتب، لا لنعاتب، بل لنذكّر.
الفاشر ليست فقط مدينة، بل مفتاح النصر، ومقياس الموقف، والحق الذي لا يُساوَم عليه. لا يجب أن يكون هناك معسكر نازحين واحد بعد اليوم، لأننا نؤمن بوطنٍ كريم، لا تُقام فيه خيام الذل.
وفي قلبك، نعلم أن هناك رجلًا آخر ما زال حيًا…
د..خليل إبراهيم رحمة الله عليه .
ذلك الذي لم يحلم بوطن لنفسه، بل حلم بوطنٍ يسع الجميع. غرس فيك الثبات، وترك لك إرثًا من نارٍ ونور. واليوم، كلما تذكّرت ذاك الإرث، اشتد عزمك، لأنك لست امتداده فقط، بل أحد حراس الحلم.
نحن معك، لا من أجل المناصب، بل من أجل ما تمثّله من ثبات ووحدة وعدل.
أنت محل الثقة.
ونحن على العهد، بتجدد الأنفاس بداخلنا… النصر قادم بإذن الله.
الوطن حر، كما خُلقنا أحرار.
سنقاتل بالحرف والكلمة والسلاح، حتى تتحرر دارفور، وتُرفع راية الوطن، وتعود الكرامة لكل بيتٍ في الفاشر وكل ربوعك يا سودان .
ولن نخذل أهلها، ولن نُفرّط في حقهم في كرامة العيش تحت ظل وطن عادل.
هنا نكتب للتاريخ، ونخطّ للأمل، ونرفع الصوت باسم من لا صوت لهم.
نؤمن أن الإرث لا يُحمل إلا بصدق، وأن الحلم لا يُصان إلا بتضحية،
وأنك يا د. جبريل، كنت ولا تزال من الذين يؤمنون أن السودان وطنٌ واحدٌ لا يتجزأ.
سلام وأمان، فالعدل ميزان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى