دكتور محمود عبد الجبار يكتب : الخرطوم تشهد وحشية المشروع الأجنبي 3

بسم الله الرحمن الرحيم
الخرطوم تشهد وحشية المشروع الأجنبي 3
محمود عبد الجبار.
قلنا في المقال الفائت أن الخرطوم كمدينة وكولاية شهدت الشع صور العدوان والانتهاكات على مستوى انسانها وعلى مستوى البنية التحتية فيها على المستوى العام والمستوى الخاص .
لقد بدأت بتسجيل بعض ملاحظاتي على ما أصاب ولاية الخرطوم بمدنها الثلاثة وامتداداتها السكانية وكانت آخر ملاحظة كتبتها هي الملاحظة الثالثة وهي ما من بيت في الخرطوم إلا وقد تم نهبه وسرقته بالكامل وتحطيم ما تبقى به من أغراض وامتعة بصورة مليئة الحقد والهمجية والغل والكراهية التي تشحن قلوب هؤلاء القوم الذي أصابنا الشك أننا كنا نعرف بعضهم من قبل أو كان بعضهم يسكن بجوارنا لعدة عقود من الزمن وسوف اواصل في ملاحظاتي على ما أصاب الخرطوم المغدور بها إنساناً ومكانا
الملاحظة الرابعة .
ايضاً لاحظت أن المليشيا عمدت على استهداف المؤسسات كل المؤسسات العامة من وزارات ومحاكم ومراكز وهيئات وبنوك وأقسام شرطة والخاصة من شركات ومكاتب تجارية ومحال ومصانع ومزارع وكهرباء ومياه وغيرها مما يدل على الحياة المدنية تم استهداف هذه المؤسسات بشكل ممنهج ومخطط له بعناية فجميع هذه المؤسسات تم تخريبها بذات العنف والحقد والغل فما من مؤسسة إلا وتشهد على فظاعة القوم ووحشيتهم فقد تم حفر جميع كوابل توصيلات الكهرباء الأرضية في أي مؤسسة وفي اي شارع وفي اي عمارة أو بناية يقال بغرض البحث عن معدن النحاس وسرقته نعم كان البحث عن النحاس هدف لكن الهدف الأكبر هو محو جميع ملامح الحياة في الخرطوم ومع ذلك يخرج علينا من يقول إن المليشيا دخلت بيوت الناس والأعيان المدنية خوفاً وحماية من الطيران ! فما العلاقة بين الحماية من الطيران وتدمير ملامح الحياة في كل مكان دخلته هذه المليشيا وإلحاق أكبر قدر من الضرر به .
في تقديري لو أننا استأجرنا شركات متخصصة في تخريب المدن وتغير ملامح الحياة فيها لما استطاعت أن تحقق ضرر بهذا الحجم الذي طال ولاية الخرطوم .
الملاحظة الخامسة .
ايضاً من الملاحظات المهمة جدا التي تستحق الذكر والإشارة وهي ما من مكان دخلته هذه المليشيا وإلا قد استهدفت المساجد وعطلت فيها ذكر الله وسعت في خرابها حيث عمدت على تعطيل رفع الآذان وإقامة الجمع والجماعات بل وقتلت واختطفت الأئمة وقتلت بعضهم بل حولت بعض المساجد إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة والذخائر وبعضها تحول إلى أماكن تمارس فيها الرذيلة هذا غير سرقة محتويات المساجد من مراوح ومكيفات وفرش .
حقيقة ما أصاب المساجد على أيدي هؤلاء القوم لم يصيب المساجد لهذه الوحشية لا في عهد التتار والمغول ولا حتى في العهود الصليبية والغريب في الأمر أنهم كلما مارسوا انتهاك صحبته صيحات بالتكبير يكبرون وهم يقتلون الضحايا من الأهالي المدنيين يكبرون وهم ينهبون الممتلكات يكبرون وهم يغتصبون النساء من حرائر بلادنا ويبيعوهن في سوق الرقيق في بعض الدول .
الخرطوم ستظل شاهدة على أبشع صور الوحشية في التاريخ .
أكرر أن ما حدث في 15 ابريل 2023 لم يكن إنقلابا عسكريا للحصول على السلطة فحسب بل حلقة من الحلقات المستمرة في تمكين المشروع الأجنبي في السودان الذي يهدف إلى الهيمنة والسيطرة على كل موارد السودان وإذلال شعبه وتفتيته إلى كنتونات تحكمها لوردات للحرب تكون لا حولة لها ولا قوى .
هذا المشروع الأجنبي مستمر في السودان مما يحتم على أهل السودان الحيطة والحذر المستمرين .
الموضوع اكبر من كيزان وفلول ويمين ويسار كما هو أكبر من زرقة وعرب كله هذه ادوات وآليات تستخدم حسب الحاجة لتمكين المشروع الأجنبي.
نواصل بإذن الله



