العقيد حسن درمود.. ضمير المسيرية الحي وسيف بابنوسة في وجه آل دقلو
العقيد حسن درمود.. ضمير المسيرية الحي وسيف بابنوسة في وجه آل دقلو

العقيد حسن درمود.. ضمير المسيرية الحي وسيف بابنوسة في وجه آل دقلو
الموكب نيوز : منازل نمر
في زمن اختلطت فيه المواقف وتبدلت فيه الولاءات، يخرج من ركام الفوضى صوتٌ صلب، لا يُشترى ولا يُستبدل. إنه العقيد حسن درمود ، أحد أبرز فرسان قبيلة المسيرية، وقائدٌ ميداني شجاع رفض أن يكون مجرد رقم في دفتر مرتزقة آل دقلو، واختار أن يصطف إلى جانب الوطن في مواجهة الغدر والانحراف.
عُرف العقيد درمود بمواقفه الثابتة في منطقة بابنوسة، حين هبّت رياح الفوضى على الإقليم، وبدأت ميليشيا الدعم السريع في استقطاب أبناء القبائل، بالمال أو بالترهيب. كثيرون باعوا أنفسهم، وآخرون سكتوا. لكن العقيد درمود كان مختلفًا. رفض عروض الخيانة، وواجه كل الضغوط، ووقف سدًا منيعًا في وجه كل محاولة لجرّ أبناء المسيرية إلى مستنقع الفتنة.
لم تكن معركته مع آل دقلو مجرد صراع مسلح، بل كانت معركة ضمير، معركة بين مَن بقي وفيًا لتراب الوطن، ومَن اختار أن يبيعه مقابل مصالح شخصية. العقيد حسن درمود مثّل الصوت النقي لقبيلة المسيرية، ذلك الصوت الذي يعلو حين يصمت الآخرون، ويقاوم حين يركع الآخرون.
بابنوسة تتحدث عنه…
في بابنوسة، بات اسمه على كل لسان، ليس لأنه فقط حمل السلاح في وجه ميليشيا الدعم السريع، بل لأنه حمل الموقف. لم يقف موقف الرمادي، ولم يخشَ السلاح، ولم يساوم على شرفه. قاد رجاله بشجاعة، وأعاد الثقة للناس بأن في هذا الوطن من لا يُباع.
التحية للضمير الحي
العقيد حسن درمود لم يكن مجرد ضابط عسكري، بل كان تجسيدًا لصوت الضمير داخل الجسد العسكري السوداني، في واحدة من أحلك فترات التاريخ. وكما خان البعض عهدهم، ظل هو أمينًا على قسمه: “الوطن أولًا”.
في وقتٍ تتعدد فيه وجوه الحرب، وتتكاثر الخيانات، نحتاج إلى رجال بحجم العقيد حسن درمود. نحتاج إلى من يقفون بثبات في وجه الطغيان، لا يُساومون على الحق، ولا يركعون أمام المال.
له التحية، ولكل أبطال بابنوسة الذين اختاروا أن يكونوا في صف الوطن، لا في صف تجار الدم.



