آراء ومقالات

الفاشر نموذجًا يٌدرّس

الفاشر نموذجًا يٌدرّس

الفاشر نموذجًا يٌدرّس

بقلم : منازل نمر

من وسط الدمار، تكتب الفاشر ملحمة تاريخية نادرة.
مدنيون يقاتلون بجانب العسكر، نساء يقدمن الدعم والإمداد، شباب يقاومون بالرصاص والكلمة، والكلّ يُجمع على هدف واحد: لن تسقط الفاشر.

في قلب السودان الجريح، وبين ركام المدن التي سقطت تباعًا في قبضة الميليشيا، تقف الفاشر بكل شموخها، تقاوم وتحارب، لا نيابة عن نفسها فقط، بل عن شرف كل مدينة سودانية انهارت أو خانت أو صمتت.

الفاشر ليست مجرد مدينة، بل رمز لعنفوانٍ لا يُكسر. ورغم أن الحصار يشتد، والعدو يهاجم بكل ما يملك من وحشية وسلاح، إلا أن أبناء الفاشر قرروا أن الموت واقفين أشرف من الحياة تحت حكم الميليشيا.

منذ عام٢٠٢٣ والحرب تطحن السودان، وسقطت الخرطوم، ونيالا، ومدن أخرى في يد مليشيا الدعم السريع، بفعل الخيانة أحيانًا، وبفعل الصمت والخذلان أحيانًا أخرى. لكن الفاشر رفضت الانبطاح، رفضت أن تسلّم نفسها، وقررت أن تكون قلعة الصمود الأخيرة، وفعلاً كانت!

عبد المؤمن… أسد الفاشر

في مشهد تاريخي، يظهر اسم الجنرال عبد المؤمن، القائد الذي تصدّر خطوط النار بشجاعة نادرة. رجل لا يعرف الانهزام، يقاتل من أجل الأرض والشرف، ومن خلفه رجال ونساء لا يقلّون عنه شجاعة وصبرًا.

هو ليس مجرد ضابط في الجيش، بل رمز لصمود مدينة بأكملها. وفي زمن تفككت فيه الجبهات، ظلّ عبد المؤمن صامدًا في خندق الفاشر، يحوّل الألم إلى طاقة، والحصار إلى فرصة للبطولة.

في كل زاوية من المدينة، حكاية بطولة. في كل شارع، دم شهيد. وفي كل بيت، قصة مقاومة.
هذه ليست حربًا فقط، بل معركة كرامة وهوية ووجود.

الفاشر اليوم لا تطلب دعمًا، بل تستحق الانحناء احترامًا.
إنها مدينة تحارب نيابة عن الجميع، تقاتل بأسلحتها القليلة وعزيمتها التي لا تنتهي.
وإن كان التاريخ يومًا سينسى أسماءً كثيرة، فلن ينسى أبدًا أن هناك مدينة في غرب السودان، اسمها الفاشر، وقفت في وجه الطوفان، وقالت للدنيا كلها: لن نُهزم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى